تعتبر فاطمة حسن الغزواني من أوائل المدربين في المملكة والوطن العربي في علم الجرافولوجي، كافحت وتدربت لفترة طويلة حتى تمكنت من هذا العلم النادر الذي لم يكن في السابق في المملكة، حيث تعتبر أول امرأة سعودية تنجح في إدخال هذا العلم إلى المملكة، وهي الآن مدربة مساعدة للخبير الأول في هذا العلم الدكتور عبدالجليل الأنصاري.

وقد التقت "الوطن" بها وتحدثت عن هذا العلم الذي ظهر مؤخرا في المملكة، حيث قالت إن "هذا العلم يختص بتحليل الشخصية من خلال عدة أمور، فهو شبيه بعلم الفراسة أو القيافة. مشيرة إلى أن 79% من الشركات في إنجلترا تستخدمه لتوظيف الموظفين، أما أميركا فتختار المحلفين في المحاكم على الأساس عينه للتأكد من صلاحيتهم للمهمة، و80% تستخدمها فرنسا في الشركات، و85% في ألمانيا في كافة وظائفهم، والآن بدأ في المملكة. أما عن أهدافها من خلال برامجها في هذا العلم فقالت "هدفي نشر الوعي بأهمية التدريب والتطوير في جميع مجالات الحياة والمساهمة في تنمية الجهات الحكومية والخاصة (الجرافولوجي) إضافة إلى تنمية الوعي بأهمية التدريب والتطوير.

وقد زارت "الوطن" مقر الفكر الناجح للتنمية البشرية بأبها الذي أسسته الغزواني، وتعرفت على قصة بدايتها وتكوين فريق العمل في منطقة عسير حيث قالت: في بداية عملي في أبها لم يكن لدي مقر بسبب انتقالي المفاجئ لأبها فلم أكن أعرف أحدا سوى زميلة لدي فسكنت عندها فترة في منزلها وطوال بقائي عندها لمدة 15 يوما أو أكثر قليلا كان هناك ما يسمى "عصرية" تجتمع بنات ونساء الحارة في كل يوم في بيت واحدة ولا عمل لديهن سوى الأكل والشرب والحديث في الناس مما جعلني أتعجب من وضعهن وعدم مللهن من هذا الوضع رغم أن غالبيتهن خريجات جامعيات ينتظرن الوظيفة، فقررت أن أتعرف عليهن وعلى قدرات كل واحدة منهن والتي تعلمتها من خلال دراستي لعلم النفس الذي يعتبر جزءا من علم الجرافولوجي.

وأضافت: أنه بعد أن عرفت نفسياتهن دخلت فكرة تكوين فريق عمل لانطلاق فكرة ومشروع "الفكر الناجح "وبدأت إطلاق برامجي في المنطقة بمساعدتهن، فكونت الفريق تحت مسمى "الرائدات"، وكانت كل واحدة منهن لها تخصص معين مما جعلنا نستفيد من بعضنا البعض، ولكن كان العائق الوحيد لهن هو عدم استطاعتهن التحدث بطلاقة مع الآخرين بسبب الخجل، كذلك كانت العشوائية في العمل عائقا أيضا في نجاحنا رغم التخطيط وتعاملهن مع العملاء في عدم تفهمهن للخدمة، ولكن الجيد أنهن كن سريعات في التغير للأفضل، وبعد تدريبي لهن خلال ثلاثة أشهر أصبحن فريقا يليق بفكر ناجح وفريق ديموقراطي.

وقالت الغزواني: نحن في العمل ليس لدينا مديرة ورئيسة بل نحن كمجموعة كل شهر تكون وحدة من بيننا مديرة وتتخذ قرارات تخدم مصلحة العمل وتضع القرارات ويدور الدور على الجميع، ومن هذه الطريقة تغيرت شخصياتهن وأصبحن قياديات رائعات، ثم في عام 1429 في 7 من رمضان انطلق الفكر الناجح من مقره الجديد بدعم من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ووكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم الحنيني.

وتمنت الغزواني أن يكون هناك دعم من رجال الأعمال لمركزهن حتى يكونوا مجتمعا راقيا ومميزا من خلال تدريباتهن، والذي وقف معها من بداية انطلاق المؤسسة هو زوجها فتقول فاطمة "لقد ساعدني وساندني كثيرا ووقف إلى جانبي زوجي "أبو روعة" حسن علي الغزواني، لأن شعاره "وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم"، وعن رؤيتها تقول "إن نكون مصدرا تدريبيا وتطويريا لتنمية الفرد والمجتمع على المستوى الإقليمي، وتنمية المهارات والخبرات في العنصر النسائي في شتى مجالات الحياة لنحصل على موارد بشرية فعالة ومؤثرة.

وعن سر مسمى المركز قالت: إن معنى الفكر الناجح "هو التفكير السليم في كل مكان وزمان، فالفرق بين الذي يفكر والذي لا يفكر كالفرق بين الحياة والموت، وباختصار الفكر الناجح هو سر الحياة الكريمة وهو الفكر المتزن.

وأشارت غزواني إلى بعض المعوقات التي تواجهها في مسيرتها التدريبية بأنها تعاني من قلة المدربات وعدم وعي المجتمع النسائي بأهمية التطوير الذاتي، إضافة إلى قلة الموارد المادية، ولا توجد لنا قاعة ثابتة لعمل الدورات لا في أبها ولا خميس مشيط رغم كثرة الطلبات علينا حتى من خارج المنطقة. مشيرة إلى أن عملهن تطوعي، وهدفه تطوير قدرات السيدات الفكرية والذهنية.