كنت أتابع أحد أفلام الأكشن يقتل فيه أحد الدببة المفترسة أحد أبطال العمل الثلاثة، كان العمل مثيرا وممتعاً في نفس الوقت، وتمت حبكته بشكل محترف أداء وتصويرا.. غير أن الذي لفت نظري عند نهاية الفيلم كانت عبارة تقول: "شكرا للدب.." ـ نسيت اسمه ـ وشكرا لمدرب الدب! توقفت طويلا، وما تزال العبارة أمامي.. تأملت حالنا، وكيف أننا فتكنا بالكائنات الحية حتى لم يتبق في شوارعنا سوى القطط.. حتى هذه القطط منها ما يعرج، ومنها ما هو "مقطوع الذيل".
كثير من الناس في مجتمعنا لا يرون في الحيوان سوى الجوانب المادية المتعلقة بالأكل والبيع والشراء والتنقلات، على الرغم من ورود آية صريحة في القرآن الكريم تتعلق بالجانب النفسي المعنوي: "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون".
تأملت هذه الأشجار والحدائق الصامتة في شوارعنا، وقارنتها بالأشجار التي تمتلئ بها شوارع وميادين العالم من حولنا.. لا تسمع أي صوت لأي طائر على هذه الشجرة.. لا تعلم أين اختفت الطيور والعصافير؟ أصبحت حياتنا أسمنتية.. صامتة خالية من الكائنات الحية.. خالية من البهجة.. صحراء جرداء ليس فيها سوى الذئاب المفترسة.. لا يرى أولادنا الحيوانات على الطبيعة.. لا يرونها سوى في التلفزيون أو حديقة الحيوان! لن أستشهد بأدغال أفريقيا، سأستشهد بعاصمة الصناعة والاقتصاد في العالم، لندن.. ففي كثير من ضواحيها تشاهد الأرانب تتقافز جوار الطرقات.. البط وسط البحيرات.. قبل سنوات كنا نسير في إحدى الغابات جنبا إلى جنب الغزلان والوعول دون أن نجرؤ على المساس بها.
الحيوان هناك له قيمة كبيرة.. في أستراليا نقلت الصحف قبل فترة الحكم على فتاة بالسجن عامين لأنها قتلت فأرا وعرضت المشهد عبر الفيس بوك.. في نيوزلندا حكم على شاب بالسجن سنتين لأنه قتل حيوان الفقمة.. في بلادنا ينطلق هواة الصيد على مدار السنة لقتل كل ما يجدون أمامهم، ولا يكشف ممارساتهم البشعة سوى مقاطع اليوتيوب!
أين هو دور الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية.. أم إنها تنتظر مقطعا جديدا لتتحرك؟!