اعتبر مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل العدل "هو الأساس الرابع الذي قام عليه منهج الاعتدال السعودي، وهو ما يعتبر أساساً واضحاً ومعلماً بارزاً من معالم قيام الدولة السعودية، فقد عرف الملك عبدالعزيز بعدله، وكان يقتص من أقرب الناس إليه بمن فيهم أولاده إذا أساؤوا لمواطن ويقول كلكم أولادي، وكان يردد (رحمه الله): لا ملك بلا عدالة.
ووصف أبا الخيل خلال محاضرة بعنوان "الأسس والمبادئ التي قام عليها منهج الاعتدال السعودي "ألقاها في إطار فعاليات كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في قاعة الملك فيصل للمحاضرات بجامعة الملك عبدالعزيز صباح أول من أمسِ، وصف المملكة العربية السعودية بأنها دولة حديثة وتعد نموذجاً لا يمكن أن ينجب التاريخ مثلها، وأنها دولة راسخة لا تهزها الأحداث.
وقال أبا الخيل إن كرسي الاعتدال بتناوله لهذا الموضوع يعتبر من أميز البرامج التعليمية والبحثية التي تقدم الدراسات والخبرات والاستثمارات في موضوعات مهمة نحتاجها في هذا الزمن احتياجاً كبيراً.
ورأى أبا الخيل أن هناك أربعة أسس قام عليها منهج الاعتدال السعودي إلى جانب عشرة مكملات، وتحدث باستفاضة عن هذه الأسس الأربعة، ثم أبلغ الحضور بأن لديه تسع جوائز نقدية وأنه سيطرح سؤالاً بين الفينة والأخرى على الحضور حول الموضوع الذي يتكلم فيه، ويحصل من يجيب على السؤال على مبلغ نقدي.
وأضاف أن أول الأسس التي قام عليها منهج الاعتدال السعودي هو القرآن الكريم الذي دعا إلى التوحيد واتخذته الدولة منهجاً لها، حيث إن الإخلاص (عبادة الله وتوحيده) يجلب الأمن التام في الدنيا والآخرة ويمنع الانحراف الفكري والسلوكي، مشيراً إلى أن الولاية الرشيدة لهذه البلاد - منذ عهد الملك عبدالعزيز وإلى يومنا هذا - تتخذ منهج التوحيد بكل صدق وأمانة وإخلاص، ولا تقبل أي مساومة فيه.
والأساس الثاني الذي قام عليه منهج الاعتدال السعودي هو السنة النبوية المطهرة التي تعد مصدراً من مصادر التشريع، وهي ظاهرة في نهج الدولة السعودية عناية ورعاية واهتماماً، قولاً وعملاً.
أما الأساس الثالث فهو منهج السلف الصالح، وهو منهج واسع يعمل على ترسيخ هذا الدين باعتداله وسماحته ويسره ورفع الحرج عن الناس.
وأضاف أن الذين "يُحَجّرون" هذا المنهج ويضعونه في حيز ضيق هم مخطؤون، لأن منهج الاعتدال السعودي الذي يتخذ من السلف الصالح قدوة هو منهج يبني ولا يهدم، يعطي ولا يبخل.