تسببت المياه المتراكمة في مختلف شوارع وميادين وأنفاق طرق جدة في عرقلة الحركة المرورية طيلة اليومين الماضيين مما أحدث زحاما مروريا، وتكدسا لسيارات وحافلات نقل الطلاب والطالبات في معظم الشوارع، وسط إغلاق طرق محورية هامة بجدة.

واستمر ركود مياه الأمطار في الشوارع متواصلا لليوم الثالث على التوالي، وسط استنفار كافة الجهات المعنية، وانتشار صهاريج الشفط، إلا أن كميات المياه المتجمعة في الشوارع والأنفاق كانت أكبر من طاقة الصهاريج التي باشرت شفطها.

وأكد عدد من المواطنين الذين التقت بهم "الوطن" وسط زحام التقاطعات الرئيسة بجدة أمس، أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الجهات المختصة على سحب كميات المياه الكبيرة التي تجمعت وسط الشوارع الرئيسة، وأغلقت الأنفاق التي تختصر المسافة بين شرق جدة وغربها، مما أدى إلى حدوث هذا الزحام المروري.


أولوية الشفط للمحاور الرئيسة

وأوضح المواطنون ياسر عريف، وفهد الحربي، وعلي بابكير أنهم اضطروا إلى مغادرة سياراتهم لاستطلاع أسباب تكدس السيارات في تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق المدينة، مؤكدين أن ضعف التخطيط المروري، وتجمع المياه أسفل النفق، أسهما في إحداث هذا الزحام الكثيف للسيارات، وأنه كان من المفترض تحويل المركبات إلى طرق بديلة أكثر أمانا، قبل دخولها إلى منطقة مكتظة بالمياه، وضيقة الشوارع.

وطالبوا بالمبادرة إلى وضع أولوية لسحب المياه التي تتجمع في المحاور الرئيسة، وحول مدارس الطلاب والطالبات، ومباشرة رش تجمعات هذه المياه بالمبيدات الحشرية لمنع انتقال الأمراض، وانتشار الأوبئة التي تسببها المياه الراكدة.

إلى ذلك، أبدى عدد من مديري ومديرات مدارس بجدة- طلبوا عدم ذكر أسماء مدارسهم- أنهم وجهوا نداءات عاجلة للبلديات الفرعية التي تقع ضمن نطاقها مدارسهم، للمطالبة بسحب كميات المياه التي تسببت في إغلاق مداخل المدارس، وحالت دون دخول الطلاب والطالبات إليها، وأنه بنهاية دوام أمس، لم تستجب أي بلدية فرعية لاستغاثة المدارس.

وكانت إدارتا التربية والتعليم للبنين والبنات بجدة، أعلنتا أمس على لسان مديريها عبد الله الثقفي، وأحمد الزهراني، أن عودة الطلاب والطالبات لمدارسهم كانت آمنة، وأن جميع المنشآت التعليمية سليمة إنشائيا، ولم تتأثر بالأمطار باستثناء بعض آثار الطين والمياه التي تراكمت بجوار المدارس.

وتذمر عدد من سكان الحي الموازي لشارع التحلية ومجرى السيل شمال جدة، من إهمال الجهات المختصة فيما يتعلق بشفط المياه عن منازلهم. واستغرب عوض القرني -أحد سكان حي الروضة - من تجاهل الأمانة معالجة سحب مياه حي الروضة، مما تسبب في انتشار البعوض، وتكاثر الذباب على حاويات القمامة التي تساقط أكوام منها على الطريق العام.

وأبدى الدكتور ضياء محمد، استياءه من تراكم مياه الأمطار وصعوبة بلوغه منزله الكائن بذات الحي، مشيرا إلى أن منسوب المياه ارتفع أمس في جميع شوارع الحي، وأن السكان باتوا لا يستطيعون الدخول بسياراتهم إلى منازلهم.


الأرض لا تمتص المياه

من جانبها، أرجعت أمانة جدة في بيان لها أمس، سبب غرق بعض أنفاقها إلى عدم قدرة الأرض على امتصاص الكميات الكبيرة من المياه، بسبب تواصل هطول الأمطار خلال اليومين السابقين، مما أدى إلى تراكمها.

وذكرت أن 3 مضخات رئيسة تقع في نفق طريق الملك عبد الله، سعة الواحدة منها من 120-150 لتر في الثانية، قادرة على تصريف مياه الأمطار في وقت مناسب، وأنه تم توفير 9 مضخات، و20 ناقله لتفريغ التقاطع أعلى النفق والمناطق المحيطة به لتسهيل الحركة المرورية ووصول الساكنين إلى منازلهم عبر ضخ المياه داخل النفق "المغلق"، وأنه سيتم الانتهاء من تفريغ النفق من المياه خلال ساعات متأخرة من أمس.

ووصفت الأمانة في بيانها، ما تعرض له نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع حراء، بأنه عبارة عن تدفق مياه الأمطار إلى النفق، وأن ارتفاع كمية المياه زاد عن طاقة مضخات النفق، مما ترتب عليه غلق النفق.

وقالت إنه تم إغلاق نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة احترازيا، حتى يتم اكتمال تشغيل المضخات الخاصة به، والانتهاء من مشروع يجري العمل به في هذا الشأن، وسيتم استلامه خلال الأسبوعين المقبلين.

واختتمت الأمانة بيانها، بأنها ستأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتياطات لجميع الأنفاق الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بتصريف مياه الأمطار، وأن لديها مشروعا سيتم طرحه العام الحالي لتصريف المياه السطحية في الأنفاق تحت التنفيذ والمستقبلية، بهدف تصريف المياه السطحية، ومياه الأمطار بمجرد دخولها إلى الأنفاق عبر المضخات.