تخرجت سناء تلك الطالبة والتي وقفت أمامها طويلا وأنا أسألها عن اسمها أثناء تعرفي على طالباتي في أول محاضرة لي معهن ببدء العام الجديد، فتداركتها صديقتها وبادرتني أستاذتي اسمها سناء والتي تليها وفاء إنهما لا تسمعان ولا تنطقان فقلت هل هما معاقاتان؟ فقاطعتني بقولها أستاذتي إن هذه الكلمة تغضبهما فقد حزمتا الموقف معنا منذ السنة الأولى بالتحاقهما في الكلية وصداقتهما معنا. أحسست وهي تشرح لي وضعهما وكأنني في قصه خيالية لا تمت للواقع بشيء فقلت كيف سأتعامل معهما ومقررنا يعتمد على برنامج بالحاسب الآلي وبالذات برنامج هندسي؟ قالت سأشرح لها وهي تفهم مني قلت وكيف تتفاهمين معها قالت بالإشارة مرة وبالكتابة مرة أخرى، قلت دعيني أقتحم التجربة، وبدأت رحلتي التعليمية مع الطالبتين وجدتهما شعلة من الذكاء حتى إنني طلبت منهما أن تعملا بطاقات ولوحات تعبيرية كصديقاتهما لليوم الوطني وأخرى عن الحد من العنف الأسري وذلك ضمن محتوى المقرر حقيقة أبدعتا أيما إبداع وإحداهما مبتعثة الآن من قبل وزارة التعليم العالي ضمن برنامج خادم الحرمين. فكم من صاحب قدرة خاصة لم يجد من يسانده بل يقلل من قدراته، لذا فلنحذر كلمة ننطقها تجرح ذوي الاحتياجات الخاصة وإنهم ليسوا معاقين. فمزيدا من التعليم لهذه الفئة في التعليم العام والعالي في بلادنا لكي نصبح كلنا عطاء.