أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً أمس أعفى بموجبه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد من منصبه بناء على طلبه، وعيَن الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاما لرعاية الشباب بمرتبة وزير.
على صعيد آخر بدت مع ساعات صباح أمس التحضيرات لمغادرة الأمير سلطان بن فهد مقر إقامته في فندق "جراند حياة" بالدوحة وعودته إلى الرياض منهياً آخر مهمة رسمية له بترؤس بعثة المنتخب الأول لكرة القدم المشارك حالياً في نهائيات كأس الأمم الآسيوية.
وجهزت الحافلة الخاصة بالأمير سلطان والتي يتنقل بها بين الدول القريبة للمملكة (براً)، فيما بدت حركة الإعلام في الفندق هادئة على غير العادة، على الرغم من أن الأسئلة كانت تتناثر حول مدى صحة أنباء تسربت عن طلب الأمير سلطان إعفاءه من منصبه، قبل أن تبث وكالة الأنباء السعودية النبأ رسمياً خلال رحلة عودة الأمير سلطان الذي كان قد غادر الفندق قبل إعلان الخبر بثلاث ساعات.
وتحركت حافلة الأمير سلطان مغادرة الفندق عند الـ2.55 من بعد الظهر، حاملة على متنها عدداً من الشخصيات من بينهم الأمير الوليد بن بدر، والأمير عبدالله بن مساعد بن سعود, ووكيل الرئيس العام للشؤون المالية عبدالله العذل, وأمين عام الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم عبدالرحمن الدهام، فيما كان في وداعه رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر أحمد القحطاني، وعدد من أفراد البعثة السعودية في مقدمتهم أمين عام الاتحاد السعودي فيصل العبدالهادي، والدكتور حافظ المدلج وطارق كيال, ومدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عبدالله الدايل، وعضو الاتحاد السعودي السابق سليمان أبا الخيل.
وأوكلت مهمة الإشراف الإداري على بعثة المنتخب إلى العبدالهادي.
ونزل الأمير سلطان بن فهد من الطابق المخصص له في فندق جراند حياة, وسط ترقب لإدلائه بأي تصريح إعلامي قبل مغادرته الدوحة إلا أنه أشار للإعلاميين بعدم رغبته بأي تصريح، حيث صعد الحافلة، ولوح من خلف الزجاج لمودعيه بمن فيهم الإعلاميون السعوديون، فيما كانت سيارات الأمن والدراجات النارية التابعة لأمن قطر ترافق حافلته.
وبعيداً عن الدوحة، بدت التنبؤات واضحة في الرياض حول تغيير قيادي قادم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن التغيير سيطال قمة الهرم القيادي فيها، وهذا ما تطابقت عليه أحاديث تم تداولها منذ مساء أول من أمس، وذلك عطفاً على الظهور السيء للمنتخب السعودي في كأس آسيا في الدوحة.
أما مكتب الأمير سلطان بن فهد فشهد أجواء متباينة وحركة دائبة (غير عادية) في إداراته وأقسامه, ما أعطى مؤشرات شبه أكيدة بنهاية حقبة الأمير سلطان بن فهد مع الرياضة السعودية بعد مشوار دام نحو العقدين من الزمن تولى فيها سدة الرئاسة تخللتها نجاحات وإخفاقات.
وتسارعت الأحداث والاجتماعات الخاصة في مكتب الأمير سلطان منذ صباح أمس وحتى نهاية يوم العمل الرسمي، كانت موحية أن حدثاً كبيراً سيكشف عنه النقاب في غضون ساعات، وهو ما حدث فعلاً بالإعلان الرسمي في نحو الخامسة مساء عن إعفاء الأمير سلطان وتعيين نائبه الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب.
وبدت أجواء من الحزن والترقب أمس ليس فقط بين العاملين في مكتب الرئيس العام أو المتواصلين معهم, وإنما كذلك العاملون في مكتب الأمير نواف بن فيصل الذين يحفظون لشخص الأمير سلطان بن فهد التقدير والاحترام.