مؤكد يا أمير ـ وغيرك كثيرون ـ ستظن أنني سأتحدث معك اليوم عن إخفاقات المنتخب السعودي الأول، وتضاؤل فرص التأهل! لكن ليس من أجل هذا قد أتيت.. فـ"علّة" المنتخب معروفة.. ولقد آمنت وها أنذا أعلنها أمامكم، أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب خلال هذه البطولة تحديدا، بريئة براءة الذئب من إخفاقات المنتخب.. ولا أظن عاقلا سيقول بغير ذلك، إذ لم يتبق من الحلول سوى أن ينزل مسؤولو الرئاسة ويلعبوا في الملعب!
آمنت وأدركت أن العلة في اللاعب السعودي، ذلك الذي يفتدي ناديه بالروح.. لكنه لا يقدم للمنتخب ما يثبت انتماءه للشعار الذي يحمله، لقد أتيت اليوم لشأن آخر. مؤكد ـ يا أميرـ أنه قد جاءك نبأ الطائرة الشراعية.. تلك التي تجاوزت الحواجز الثلاثة في حدودنا الشمالية، لقد حاولت عصابات الهدم والتخريب استهداف شباب هذا البلد بكل قوة، أغلقنا البلد فلا يستطيع أحد منهم دخولها ـ هكذا ظننا ـ حتى فوجئنا بأنهم يستخدمون ما لا يخطر على بالنا.. طائرة شراعية محملة بالمخدرات! هؤلاء الذين يقاتلون قتالا شرسا لإدخال المخدرات إنما هم عصابات منظمة جدا، وليس صحيحا أن هدفهم كسب المال فقط. هم تقاضوا الثمن مبكرا.. يجب أن ندرك ذلك.
شبابنا في خطر حقيقي، وأنت اليوم الرئيس العام لرعاية الشباب، أنت تقف على هرم مؤسسة شبابية تهتم بملايين الشباب، وما زلنا نتذكر الحملة الوطنية الكبيرة التي قادها والدكم الراحل سمو الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ تحت عنوان "لا للمخدرات".. والتي كانت صادمة للكثير، سواء من أفراد المجتمع الذين كانوا يرون في مجتمعنا الطهر والبراءة، أم لعصابات المخدرات التي أصيبت في مقتل بعدما جاء من قطع الطريق عليها.
نحن واثقون بملاحقة الأجهزة الأمنية لهذه العصابات.. لكننا يا أمير نأمل أن تخصصوا جزءا من برامجكم وميزانياتكم لتوعية الشباب بخطر المخدرات، فقد أصبحت الجريمة نوعية ومتطورة، ولا بد أن نواكبها بتوعية بخطاب جديد.