دعا عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة بمكتب أبها الدكتور محمد معاذ الخن إلى إطار تأسيس مشروع حضاري للأمة الإسلامية، متحدثا عن أهمية المراجعات في تعديل المسار وأهميته لتقويم السلوك وتطرق إلى نماذج من المراجعات عبر التاريخ القديم والحديث والفرق بين المراجعات والتراجعـات وأكـد على أن الثانيـة مذمومـة والأولى محمودة، وبين الخن خلال محاضرة ألقاها بديوانيـة الحازمي بأبها أول من أمس بعنوان"مراجعـات في الفقة والدعوة" المراحل الـتي مرت وتمر بها الأمة الإسلامية بدءا بمرحلة الهزيمة وهي مرحلة الانبهار بالحضـارة الغربية وشدد على أن الحضارة موروث بشري ونحن المسلمين شاركنا في بنائه وليس لأحد أن ينـكر هذا، وذكر المرحلة الثانية مرحلة فقد الثقة بالموروث الإسلامي وأنه لا يصلح لهذا الزمان وصنف هذه المرحلة على أنها مرحلة الدفاع عن النفس وتليها مرحلة التوازن والعـودة إلى الوعي ثم مرحلة الصحوة وأخيرا مرحلة التحدي.
واصلا إلى أن دراسة فقه المراجعات في الفكر والدعوة تهتم بكيفية تعامل المفكرين والمثقفين الممثلين لعقلية الأمة والمعبرين عن مشاعرها وأحاسيسها مع هذا الوافد الجديد الطاغي المتفوق مدنياً وعمرانياً وتقنياً. مؤكدا أن المراجعات أول طريق التصحيح والتغيير نحو الأحسن (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، مشيرا إلى أن المراجعات دليل السلامة من آفات القلوب والنفوس كالعجب والغرور كما أن المراجعات تجعل من هذه المؤسسات أو الجماعات على اختلاف أشكالها التنظيمية جاذبة لا طاردة ويصبح شعارها (الإصلاح من الداخل) عملياً وواقعياً ممكناً, وقال إن المراجعات الصحيحة تحوّل المحنة إلى منحة والأزمـات إلى منبه حضاري، فحركـة الردة في وقت مبـكر رد عليها المسلمون بجمع القرآن، وظهور الفرق وأهل الأهواء رد عليها المسلمون بتدوين السنة فالمراجعات تساعد على اكتشاف الإمكانات الحقيقية وعدم الخداع بالثنـاء والتقدير الذي قد يكون من المحب تشجيعاً، ومن المبغض خداعاً وتخديراً.