كأنها في انتظار منقذيها.. وجدت جثة فتاة "أم الدوم" دون تحلل وفي وضع الجلوس بكامل ملابسها رغم مرور 12 يوما على سقوطها.

الوصول إلى الفتاة "أم كادي" مثل تحديا لرجال الدفاع المدني، بعد أن أصبحت واقعة سقوطها في البئر محط أنظار الجميع في حادثة تعد الأولى من نوعها، وأسدل الستار على عملية بحث شغلت الرأي العام، ليتم تسليم ملف القضية للجهات الأمنية التي تنتظر صدور تقرير الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة.

فاجعة الفتاة بدأت يوم الأحد 27 محرم الماضي، عندما خرجت ـ وفقا لزوجها سلمان العتيبي ـ إلى مزرعة مجاورة مع صديقاتها من بنات الأسرة، وكانت تستمتع بأجواء المنطقة وتبحث عن مكان مناسب للجلوس وتناول "قهوة العصر" ولم تدر أن في الموقع المناسب الذي تبحث عنه قدرها المحتوم، وبمجرد أن وطئت قدماها الأرض في هذه المنطقة المشؤومة غاصت وابتلعتها الأرض وكأنها لم تكن. ولم يكن أمام الأسرة سوى اللجوء إلى الدفاع المدني الذي لم يتوان عن مباشرة الحادثة، لكنها ووفقا لأهالي القرية، جاءت متأخرة بعض الوقت نظرا لبعد المسافة عن الموقع.




رغم تضاؤل الأمل في العثور على فتاة مقر شنيف بمركز أم الدوم التي سقطت في إحدى الآبار وظلت قابعة فيها على مدى 12 يوما، إلا أن رجال الدفاع المدني تمكنوا أمس من العثور على جثتها في قاع البئردون تحلل وبملابسها كاملة في وضع الجلوس، ليستجيب الله لدعوات سيدات القرية بالوصول إلى رفيقتهن "أم كادي"، وألا تسجل ضمن المجهولين.

ومثل الوصول إلى فتاة أم الدوم تحديا كبيرا لرجال الدفاع المدني، بعد أن أصبحت واقعة سقوطها في البئر محط اهتمام الجميع، وقد انتهى هذا التحدي أمس بانتشال جثة الفتاة ليسدل الستار على أطول عملية بحث شغلت الرأي العام على مدى 12 يوما، وليتم تسليم ملف القضية للجهات الأمنية التي تنتظر صدور تقرير الطبيب الشرعي لتحديد أسباب وفاة الفتاة.


بداية الفاجعة

وكانت فاجعة فتاة أم الدوم قد بدأت يوم الأحد 27 محرم المنصرم، عندما خرجت الفتاة -وفقا لزوجها سلمان العتيبي- إلى مزرعة مجاورة مع صديقتها من بنات الأسرة، وكانت تستمتع بأجواء المنطقة وتبحث عن مكان مناسب للجلوس وتناول "قهوة العصر" ولم تدر أن في الموقع المناسب الذي تبحث عنه قدرها المحتوم، وبمجرد أن وطئت قدماها الأرض في هذه المنطقة المشؤومة غاصت وابتلعتها الأرض وكأنها لم تكن.

ولم يكن الموقف عاديا لدى مرافقات الفتاة اللاتي هرعن إلى منزل والد زوجها وصحن بالجميع لسرعة إنقاذها، ولكن سبق السيف العذل وغابت الفتاة في غياهب الجب، ولم يكن أمام الأسرة سوى اللجوء إلى الدفاع المدني الذي لم يتوان عن مباشرة الحادثة، لكنها ووفقا لأهالي القرية، جاءت متأخرة بعض الوقت نظرا لبعد المسافة عن الموقع.

وقالت "أم وليد" في حديثها الهاتفي مع "الوطن" إن شقيقتها ورفيقاتها لم يكن يعلمن بالبئر لكون فوهتها مساوية للأرض ومغطاة بالتراب ، وقد وقفت شقيقتها على فوهة البئر بعد خروجها للتنزه مع صديقاتها من فتيات العائلة وفجأة ابتلعتها الأرض أمام رفيقاتها اللاتي هرعن لمنزل الأسرة وأبلغن بذلك فكان والد زوجها ووالدته أول من وصل إلى فوهة البئر ولكن لم يكن بوسعهم عمل أي شي.

وبينت أن البئر غدرت بشقيقتها وهي تحمل هاتفها النقال، وسرعان ما حاولوا التواصل معها من داخل البئر عن طريق الهاتف إلا أنه كان مغلقا ، مشيرة إلى أن شقيقتها أدت فريضة الحج العام الماضي وكانت سعيدة بأداء الفريضة وهي أم لطفلة تبلغ من العمر عاما وأربعة أشهر وكان زوجها لحظة الحادثة في مدينة الرياض في دورة عسكرية.





الدفاع المدني

ومن جانبهم، لم يدخر رجال الدفاع المدني جهودهم لمحاولة إنقاذ الفتاة، ولكن ما بـ "اليد حيلة" فالمسألة أكبر مما يتصور العقل والإمكانات متواضعة، فبدأت عملية البحث داخل البئر التي لا يتجاوز قطرها 40 سنتيمترا، وأدخلت الكاميرات والإضاءة ولكن لم تأت بنتيجة، وفي اليوم التالي اتضح أنه لا وسيلة للوصول إلى قاع البئر إلا عن طريق بئر رديفة تحفر بجانبها ويعمل خندق من داخلها، وبالفعل تم البدء في الحفر، ولكن الإمكانات لم تكن بالشكل المطلوب فتم التعاقد مع شركة متخصصة قامت بعملية الحفر، وقد تأخرت كثيرا بسبب نقل معداتها إلى الموقع إضافة إلى مواجهتها لبعض العقبات التي تم التغلب عليها.

وبعد أن اكتمل حفر البئر بدأت مرحلة جديدة وهي حفر الخندق والذي لا يقل صعوبة عن حفر البئر، ولكن بفضل الله تم حفر الخندق والانتهاء منه يوم أمس والوصول إلى الجثة في قاع البئر التي سقطت فيها.

وتم نقل جثة الفتاة بواسطة سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف برفقة والدها، وزوجها، ورفض مدير الدفاع المدني العميد محمد الشهري رغبة والد الفتاة في تسلم جثتها في الموقع، مؤكدا أن هناك إجراءات لا بد من اتخاذها قبل تسليمهم الجثة منها عرضها على الطبيب الشرعي.

وقال الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف المقدم خالد بن عبدالله القحطاني، إن عملية حفر الخندق تمت بين البئر التي سقطت فيها الفتاة والبئر التي تم حفرها بمحاذاتها وتم الانتهاء منها في تمام الساعة 11.40من صباح أمس، حيث تم فتح الخندق وتوسعته والوصول إلى موقع الجثة ومشاهدتها، مشيرا إلى أن فريق الحفر تم انتشاله من قاع البئر كما تم انتشال الجثة بواسطة فريق متخصص من على بعد 44 مترا بواسطة غواصين وكانت في قاع البئر تحت الماء والطين.


صد الشائعات

وكان الحديث قد تزايد حول ملابسات القضية فكان لزاما على الجهات المختصة وأسرة الفتاة أن تكشف الحقيقة وتثبتها، وتقطع الطريق على تلك الشائعات والمغالطات.

وذكر أحد أعيان المنطقة عبدالعزيز بن ضيف الله بن سحيلي، أنه بالوصول إلى الجثة تأكدت الأسرة من مصير ابنتها، مشيرا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي يكشف الحقيقة ويرد على المغالطات التي أشيعت حول ملابسات الوفاة.

وقال والد الفتاة سعيد بن ثايب العتيبي في تصريح إلى"الوطن" لحظة استخراج جثتها" نحمد الله على الوصول إلى الجثة وانتشالها بعد 12يوما من المحاولات، وكل التقدير لجهود الجهات المختصة"، مشيرا إلى أن استخراج الفتاة يسهم في القضاء على المغالطات التي أثيرت حول ملابسات فقدانها، مناشدا أصحاب الآبار الارتوازية بعدم تركها مكشوفة للمحافظة على أرواح المواطنين.


لجان للآبار

وقال شيخ قرية مقر شنيف ذايب بن ضيف الله العتيبي إن هناك أكثر من 150 بئرا منها آبار قديمة وأخرى محدثة في أراض ومغطاة، مشيرا إلى أنه سيقوم بملاحقة الآبار الموجودة في المنطقة والتأكيد على أصحابها وإذا لم يستجيبوا فسيلجأ للجهات المختصة.

فيما أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في محافظة الطائف، أن هناك لجانا خاصة بمتابعة الآبار وإلزام أصحابها بتحصينها وحماية المواطنين من خطرها، مشيرا إلى أن اللجنة ستكثف من نشاطها وسيتم إلزام جميع أصحاب الآبار بتسويرها ورفعها عن مستوى سطح الأرض بالتعاون مع شيوخ القبائل واللجوء إلى الجهات المختصة لإلزام كل من لا يتجاوب مع اللجنة.


الفيصل يعزي

أجرى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، اتصالا هاتفيا بعم فتاة أم الدوم فور العثور على جثتها أمس، قدم خلاله التعزية في وفاة ابنة أخيه، فيما أعرب عم الفتاة عن شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل على متابعته للجهود التي بذلت على مدى 12 يوما حتى تم الوصول إلى جثة الفتاة.


واقعة نادرة

لم يسبق لواقعة سقوط فتاة أم الدوم في البئر وبقائها 12 يوما، مثيل إلا حادثة سينمائية وليست حقيقية والتي صوّرت في فيلم أميركي تشابهت وقائعه واختلفت نهايته، ففي الفيلم سقطت الطفلة "جاسيكا" في أنبوب صرف صحي ولكنها خرجت بعد ساعات على قيد الحياة، بينما خرجت فتاة أم الدوم بعد 288 ساعة وقد لفظت أنفاسها.