لو كنت مكان مدافع الهلال والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم لاخترت الاحتراف الفرنسي دون تفكير كبير، حتى لو كان العرض المادي من الهلال كبيراً ومغرياً.
في المنطق، بلغ هوساوي الذورة مع الهلال والمنتخب، وما عاد من سقف جديد يمكنه أن يسعى إليه، باستثناء الرغبة في الظفر باللقب الآسيوي على مستوى الهلال، والحضور في النهائيات العالمية المقبلة في البرازيل.
أما الانتقال إلى أوروبا فإنه سيفتح آفاقاً جديدة أمام اللاعب، ويرفع سقف الطموحات أمامه أكثر وأكثر.
ذات يوم سألت حارس المرمى المغربي بادو الزاكي بعيد تجربته الاحترافية في أوروبا عن المفصل الأهم الذي تلمسه في تجربته الأوروبية، فقال باختصار شديد "في دنيا الاحتراف الأوروبي لامجال إلا للعمل، عليك أن تعمل بشكل دائمٍ لتبقى في القمة، ليس هناك مجال لعواطف، وفي ظل ضغط المنافسة ستجد نفسك خارج الحسابات لمجرد أن تتراجع أو تتراخى".
كانت تلك وصفة مختصرة لما يكون عليه الحال في عالم الاحتراف هناك.. فثمة قدر كبير من التحدي، وقدر أكبر من المنافسة، لكن النتائج تنعكس على اللاعب نفسه، فبقدر العمل يأتي الحصاد، وبقدر البذل يكون العطاء.
وقد لا يكون ناديا كان وفيفيان غاية الطموح بالنسبة لأنصار اللاعب الكثر، لكن عرضيهما قد يشكلان خطوة في طريق طويلة ربما تفتح له بوابة المرور إلى المحطات الكبيرة في أوروبا.
أؤمن أن لدى هوساوي إمكانيات جيدة تؤهله للكثير، فاللاعب يمتلك قدراً من الثقافة اللازمة للتعامل مع ضغوط الاحتراف، ولديه شخصية مكنته في كثير من الأحيان من مواجهة الإعلام في أحلك الظروف، وفي دقائق بدت بالغة القسوة أعقبت خسائر لم تكن متوقعة لفريقه أو منتخبه، ولذا فأنا أراه، وبالإمكانيات الجسدية التي يمتلكها إضافة لما ذكرته عن مؤهلاته النفسية والشخصية، أهلاً لخوض التجربة، وأتفاءل أنه قد يفتح الباب أمام رعيل كامل من اللاعبين السعوديين الذين ينتظرون فقط أن يفتح الباب الموارب ليتدفقوا إلى حيث التطور والصعود الفني، وهو ما سيفيد الكرة السعودية عموماً.
ولا تبدو مخاوف من نوع أن أوروبا بانفتاحها قد تهدد اللاعب والتزامه، فهناك نحو ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، يمارسون التزامهم كما يحلو لهم، حتى في ظل مضايقات منع النقاب والصلاة في الشارع، لأن الاتزان والنضج الذي يتحلى به هوساوي يزيل كل المخاوف، يجعل كفة عودة اللاعب بالنجاح أكبر بقليل من مخاوف لا يبدو لها ما يرجح كفتها في أرض الواقع.