عوضا عن أن يكون آخر المتبقين في البطولة وصولا إلى رفع الكأس، كان المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أول المغادرين لبطولة آسيا الـ15 في الدوحة عقب خسارته الثانية أمام الأردن بهدف أعقب خسارته الافتتاحية أمام سورية 1 /2.

وفقدت "آسيا" ملحها بالنسبة للسعوديين أمس، فيما نكأ هذا الخروج الجراح النازفة في جسد الكرة السعودية التي باتت تتلقى الصفعات في معظم المشاركات على مدى أكثر من عقد. وجاءت ردة الفعل الفورية بحل فريق عمل تطوير المنتخبات، في حين بدا مدرب المنتخب ناصر الجوهر، الراضي الوحيد، إذ قال "نحن راضون عن الأداء، وكنا الأفضل، لكن سوء الحظ لازمنا".




أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، رئيس بعثة المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقامة حالياً في قطر عن حل فريق عمل تطوير المنتخبات السعودية، وذلك في أول ردة فعل على خسارة المنتخب أمس أمام الأردن (صفر/1) وخروجه رسمياً من الدور الأول للبطولة التي بات أول المغادرين لها.

وكان فريق عمل التطوير الذي يضم كفاءات فرنسية وإنجليزية إضافة للكفاءات الوطنية قد أوصى بالإبقاء على المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو على رأس الجهاز الفني للمنتخب عقب الخروج من التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا 2010.

وقال الأمير سلطان الذي حمل مسؤولية خروج المنتخب لأربع جهات حددها في الاتحاد السعودي لكرة القدم، والمدرب بيسيرو، واللاعبين، وفريق التطوير "لقد انتهى مفعول فريق عمل التطوير, وسيكون اختيار المدرب المقبل للمنتخب السعودي عن طريق اللجان المختصة".

وأضاف "كانت النية لدينا لإقالة بيسيرو منذ زمن، لكن فريق العمل الذي ضم كفاءات فرنسية، إنجليزية، سعودية بدا غير مقتنع، فلم نشأ أن نغلب رأياً واحداً على ثلاثة آراء".

وكان اتحـاد القـدم شكـل فريـق عمل لتطوير أداء المنتخبات السعودية عبر الاسـتماع لمرئيات الأجهزة الفنية والإدارية بالمنتخبات السعودية للوصول إلى تصور مبني على تشخيص للواقع وإيجاد حلول تعزز الإيجابيات وتتلافى السلبيات, ووضع تصور لإيجاد معايير ومقاييس خاصة بالأداء والمقارنة والتصحيح المستمر ومن خلال التركيز على طريقة إعداد اللاعب وانضباطه وتأهيله، كما استهدف إيجاد برامج لتطوير أداء المدربين الوطنيين وتنمية قدراتهم الفنية، ودراسة أنسب الطرق لزيادة التأثير الإيجابي للمسابقات على أداء المنتخبات الوطنية.

وتم تشكيل فريقي عمل أحدهما "فني" برئاسة الفرنسي جيرارد هولييه، والآخر "إداري" برئاسة البريطاني ريك بيري الذي كان مسؤولاً عن إعادة تشكيل الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم أصبح الرئيس التنفيذي لمسابقة الدوري الإنجليزي من عام 1991-1997، إضافة لفريق عمل سعودي كبير.

وبرأ الأمير سلطان بن فهد ساحة المدرب الوطني ناصر الجوهر من مسؤولية إقصاء المنتخب من الدور الأول للبطولة، وقال "لا يتحمل الجوهر مسؤولية الخسارة، ولا يلام عليها، وهو من خيرة المدربين، وسنعالج ما حدث للمنتخب بعقلانية وبعيداً عن الانفعالات".

إلى ذلك حمل مراقبون بشدة على النظام الكروي المعتمد في المملكة وأكدوا أن فشل المنتخب لم يكن مشكلة مدرب أو لاعب، بل تأكيد على منظومة كروية غير سليمة، وقال المحلل الفني لقناة الجزيرة الرياضية طارق ذياب "بدا جلياً أن المنتخب السعودي لم يكن جاهزاً للبطولة، ولم يكن منطقياً أن يلعب لفترة بتسعة مدافعين ثم يطلب في مباراة واحدة أن يلعب بثلاثة مهاجمين".

وأضاف "هناك مشكلة كبيرة في الكرة السعودية، وهناك خلل في المنظومة كاملة لابد من وضع اليد عليه".

من جانبه قال قائد المنتخب السعودي الأسبق سامي الجابر في معرض تحليله لقناة الجزيرة "كرتنا تراجعت، ولم يعد لدينا ملعب يصلح لكرة القدم، وليس لدينا دوري هو الأقوى كما كنا نتحدث، بل هي خمس إلى ست مباريات فقط، وهذا غير كاف لبناء كرة قادرة على تحقيق التطور المأمول".

وتابع "هل كان الحل في شراء أربعة آلاف تذكرة للمباراة؟ وهل هذه هي مشكلة المنتخب؟".

وأضاف "عملت في لجنة المنتخبات وحضرت اجتماعين، وفي كلا الاجتماعين لم نتحدث عن المنتخب"، وهو ما فسره البعض بأنه قصور في عمل اللجان.

واستغرب الجابر أن تصل الكرة السعودية إلى مرحلة يصبح فيها سعر اللاعب خمسة ملايين ريال لعام واحد لمجرد دخول ناد منافس على خط ضمه، معتبراً أن هذا خلل جديد وكبير أيضاً في الكرة السعودية.