يشكل الفريق الإعلامي الصحفي الياباني أنموذجا ماثلاً أمام بقية الوفود الإعلامية المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا الحالية، فاليابانيون بحركتهم العجيبة وخفة أيديهم في عملهم المتواصل ليلاً ونهاراً، وبالرغم من اختلاف وسائل مطبوعاتهم يسيرون في وتيرة واحدة ويعون أهمية الوقت، ولا تسمع لهم همسا أثناء وقت العمل حتى إن البعض في المركز الإعلامي الرئيسي للبطولة يكاد لا يشعر بهم وجل تركيزهم على أجهزتهم الحاسوبية التي لا يرفعون رؤوسهم بعيداً عن شاشاتها الصغيرة.
وفي اليوم السادس من البطولة لفت الانتباه نوم بعضهم بالقرب من أجهزة الحاسوب، ودفعنا فضولنا لاستطلاع الأمر حيث أكد المصور سوتشي تامورا (متعاون مع الاتحاد الدولي للفيفا) أنهم يعملون منذ ساعات الصباح الأولى ولمدة 8 ساعات متواصلة في اليوم الواحد وربما تزيد بحسب الأحداث، ويتنقلون بين عدة جهات لتغطية فعاليات البطولة وأحداثها وعلى رأسها أخبار المنتخب الياباني، بالإضافة إلى متابعة أخبار البطولة عبر الصحف الإنجليزية الصادرة من قطر بخلاف ترجمتها لليابانية، وعما إن كان أعد لهم طباخ خاص للبعثة الإعلامية اليابانية أجاب "لا ونحن بحكم طبيعة عملنا يجب أن نتكيف مع كل الأوضاع فنقبل بالأكل العربي والهندي".
وخصص صحفي ياباني آخر يعمل لإحدى الصحف التي تصدر من العاصمة اليابانية طوكيو، 5 دقائق من وقته ولم يتجاوزها بثانية، وسألناه بشأن اختلاف الفارق الزمني بين الدوحة وطوكيو وتأثيره في إرسال مواده الصحفية "نغلق موادنا الصحفية من الدوحة عند الساعة الـ 7.30 مساء، أي في الـ 1.30 بعد منتصف الليل في اليابان، ونعمل في على إعداد 10 صفحات يومية عن البطولة، ونحن لدينا طبعتان واحده لفترة النهار والأخرى للمساء"، وحول الصحافة الإلكترونية وإن كانت تهدد حضور الصحافة الورقية في بلاده، أجاب "أبداً مازالت الورقية الأكثر قبولاً".