عاصرت الطالبتان مغفرة السمان ونورة زيدان من مدارس البيان النموذجية المتوسطة سيول أربعاء جدة الحزين، التي تعرض فيها العديد من الأشخاص للإصابة بأمراض وبائية ظهرت بعد السيول التي ضربت المحافظة وأصابت بعض السكان بالأحياء المتضررة بمرض جلدي غامض، وصنف هذا المرض من قبل الأطباء بمرض اللفافات النخارية، وهو الأمر الذي دفع الطالبتين لابتكار مرهم جلدي يساهم في العلاج.
جاء ذلك ضمن مشروعهن الذي قدمنه أمس في مدارس البيان في مسابقة أولمبياد الإبداع العلمي الوطني (إبداع) الذي تنظمة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، والذي يسعى في مجمله إلى صياغة البحث العلمي وتنمية روح الإبداع.
وكانت البداية بعد أن قامت الطالبتان بإجراء بحث عن المضادات التي قد تقضي على هذا المرض الجلدي، حيث وجدتا أن تكلفة العلاج ستكون عالية وقد يضطر المصاب إلى إجراء عملية جراحية في أغلب الأوقات. ولاحظت الطالبتان أن أعراض هذا المرض تتمثل في أحمرار الجلد والانتفاخ والشعور بغثيان، ودوخة شديدة ثم إتلاف الجلد، ووجدتا أن الطريقة المستخدمة في العلاج بالعادة التدخل الجراحي، أو الاعتماد على المواد الكيميائية.
وتقول السمان: جاءت لنا فكرة تصنيع مرهم من الأعشاب يقضي على هذا المرض الجلدي، واعتمدنا في تصنيع هذا الابتكار على الأعشاب التي لا تكون لها أضرار على المصاب، وتم الاعتماد في تصنيع هذا العلاج على جهات طبية مختلفة، حيث تم التواصل مع أطباء جلدية بالإضافة إلى عطارين للأعشاب وتم بمساعدتهم تصنيع هذا المرهم، بعد التأكد من تطبيقه على عينات من فئران التجارب.
ولفت اختراع آخر للطالبتين شوق وولاء الغامدي من الثانوية 51 الانتباه، فقد أدى الاحتياج لطابعة أوراق رسمية في إحدى الدوائر الحكومية ليوصلهن لابتكار طابعة ليزر مصغرة ومدمجة في الحاسوب "المحمول". وأكدتا أن هذا الابتكار يسهل الطباعة للطلاب والطالبات ورجال الأعمال، ومن يعمل في العلاقات العامة والإعلام في الحصول على نسخ مختلفة من الأوراق التي يكونون بحاجة لها خارج مكاتبهم، ويساهم في اختصار الوقت.
ومن أبرز البحوث العلمية المشاركة في أولمبياد الإبداع العلمي الوطني، ما توصلت له الطالبتان الزهراء عماد خوجة، وسجى عارف العتيبي من المدرسة 89، الصف أول ثانوي، وهو عبارة عن مشروع (الحذاء المولد للكهرباء) ، فبعد متابعة أحداث مشاعر حج هذا العام ومراقبة الحشود البشرية الهائلة، وحاجتها إلى التنقل المستمر من مشعر إلى آخر خطر في ذهن هاتين الطالبتين استغلال حركة هذه الحشود في وضع ما يولد الكهرباء بسبب الحركة المستمرة، فوجدتا أن توليد الكهرباء بسبب الحركة يحتاج إلى تكاليف كثيرة ويكون توليد الكهرباء في مناطق قليلة، فتوصلتا إلى ابتكار بحث علمي حول مشروع (الحذاء المولد للكهرباء) بحيث يكون توليد الكهرباء بنفس الحذاء خاصة في الأماكن المعزولة. وأكدتا أن الهدف من هذا البحث هو الاستفادة من الطاقة المهدرة في الحركة وتنقل الإنسان، لتوليد الكهرباء في الأماكن المعزولة والاستفادة من إمكانية حركة المشي لتوليد الكهرباء.
وذكرت مشرفة الفيزياء، عضو لجنة التحكيم عائشة أمين أن هناك العديد من الأسس المتبعة في تقييم أعمال الطالبات المشاركات في أولمبياد الإبداع العلمي الوطني (إبداع)، ومنها قابلية الفكرة للتطبيق ومنهجية البحث العلمي والإجراءات والخطوات التي تقدم بها الطالبات هذه الابتكارات والأبحاث العلمية.
وأكدت أن عدد المشاركات 250 طالبة على مستوي جدة من جميع المراحل، حيث سيتم اختيار 12 طالبة من مسار الابتكار و12 طالبة من مسار البحث العلمي ثم يتم تصعيد المرشحات للمشاركة في مسابقة الأولمبياد على مستوى المملكة، ثم المستوى الدولي.