يعجبني الأمير خالد بن عبدالله بتواضعه التلقائي الآسر وهدوئه الرصين وزهده في الأضواء والكلام والاستعراضات البطولية على الرغم من أنه في موقع يجيز له كل ذلك، سواء من ناحية اجتماعية كابن للرجل الأول في البلاد، أو من ناحية رسمية وفقاً لرئاسته هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي فضلا عن كونه رمزاً شاهقاً لهذا النادي الكبير.
أقول هذا تعليقاً على تصريحه الأخير في مناسبة اليوم الوطني الذي حمل تهنئته للقيادة الرشيدة بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على كل السعوديين، وفي ذات التصريح امتدح جماهير الأهلي ودورها في النهوض بالفريق وإسهامها الواضح في حفز همم اللاعبين ما جعل البداية هذه السنة مميزة وقوية، ولم ينس الأمير أن يحدد بالأسماء، أعضاء الشرف الذين دعموا رابطة جماهير الراقي لتظهر بتلك الشلالات والمبادرات والابتكارات الخلاقة أثناء نزال نجران في نفس اليوم الذي احتفلت فيه البلاد باليوم الوطني الـ 81.
كان بإمكان الأمير خالد أن يجدها فرصة مع هذا التألق ليذكر بدعمه اللامحدود لناديه وهو الذي يدفع الملايين تلو الملايين بلا حساب، لأن حبه وعشقه وهيامه بالأهلي بغير حساب، لكنه تمسك بالمثل والأخلاقيات كقيم هي أساسيات تشكل بنية الأهلي.
نعم كما قال الأمير بخبرته، إن الدوري لا يزال في بدايته وعلى اللاعبين أن يلعبوا كل نزال بدءا من الليلة وكأنه نهائي وأن يكون التركيز في الميدان دون تعالٍ أو استسلام لتأثير نشوة البداية والانتصارات السابقة.
وعودة للأمير خالد، أذكر بأنه عندما كان وضع فريقه معتلاً في الموسم الماضي وبينما كنا نصرخ ونطالب باستقالة ورحيل الإدارة وننتقد كل شيء، كان أبوفيصل يعمل بتأن وروية يعالج المشكلات في صمت دون ادعاء، بل إنه طوال الموسم الماضي لم يصرح إلا مرة واحدة وبكلام قليل، كثير المعنى في تشخيص الوضع، وراح سموه يعالج المشكلة تلو المشكلة، فاختار أولاً طارق كيال لإدارة الكرة وجدد ثقته في الأمير فهد بن خالد كرئيس للنادي وأثناه عن الاستقالة إنقاذاً للفريق من التفكك وسط الموسم، لأن الأمير كان واثقاً بتبدل الحال تدريجياً، حتى وإن تأخر، ثم عقدت الاجتماعات التشاورية والخاصة، وبعيداً عن الإعلام كان له دوره وبصمته الخاصة في تجهيز الفريق لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. كل تلك الخطوات أسهمت بختام سعيد لموسم الفريق واستمر الأمير خالد في دعمه المادي غير المنقطع وبالملايين دون منة أو فشخرة، لحسم الصفقات في كرة القدم وغيرها ليبدأ الأهلي موسمه بثقة واطمئنان، وها هو الفريق الأول يتصدر والأولمبي كذلك، فيما تحققت أول بطولة خارجية هذا الموسم على يد أبطال تنس الطاولة.. فعلاً صدق اللاعبون والجماهير في شعارهم المرفوع دائماً "مسكين من ليس له خالد"!
الليلة تلاعب فرقة الرعب منافسها الهلال في أرض الأخير وبين جماهيره، لكن جماهير الأهلي قادرة أن تجعل من الرياض جدة وكأن النزال داخل ملعب الأهلي، فإذا كانوا يباهون بالإحصاءات الهواوية ونتائجها الكمية، فإن جماهير الأهلي تباهي بحضورها في الواقع كماً ونوعاً وتأثيرا، فهي صاحبة كلمة قوية في كل مكان يذهب إليه معشوقها.
يقول رئيس نادي الهلال إن الأهلي قوي هذا الموسم وإنه انتزع 9 نقاط من 3 مباريات وسجل 7 أهداف دون أن يمس شباكه هدف، وهو يذكر بهذه المعلومات لسببين، إما تخديراً للأهلي وهو الشيء الذي لا أظنه سيؤثر على الفريق، كون الجهاز الإداري لن يهمل هذه الجزئيات، أو أن الأمير عبدالرحمن يبرر للخسارة فيما لوحدثت، وفي كل الأحوال فإن الأهلي قادر على إضافة الهدف الثامن هذا المساء وإكمال درزن النقاط!