غيب الموت التشكيلي السعودي محمد عبدالرحمن سيام أول من أمس عن عمر يناهز 57 عاماً.
ويعد سيام من رواد الحركة الفنية التشكيلية السعودية، وقد صنفه الدكتور محمد الرصيص ضمن الجيل الثاني الذين بدأ إنتاجهم الفني يظهر ويعرض للجمهور من أوائل السبعينات وما بعدها بالتزامن مع الطفرة الاقتصادية الأولى التي مرت بها المملكة.
ولد سيام في المدينة المنورة عام 1954، وانتقل إلى العاصمة الرياض ليلتحق بمعهد التربية الفنية وتخرج فيه عام 1973، فكانت انطلاقته الحقيقية في رحاب الفن التشكيلي مستوحياً أغلب موضوعاته من مسقط رأسه (المدينة المنورة)، فاستحضر في نصوصه البصرية التشكيلية ناسها وبيوتاتها وأزقتها وموروثاتها الثقافية المختلفة، إضافة إلى تصوير المسجد النبوي الشريف والحرم المكي.
وفي هذا الإطار يذكر رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية عبدالرحمن السليمان أن سيام قد تنقل بين أكثر من اتجاه فرسم المنازل والأحياء الشعبية، والمشاهد الطبيعية، ويصيغ عناصره أحياناً ضمن مرجعية بدائية من الصور أو المشاهد وأحياناً بتأثير رسوم الأطفال باحثاً في كل ما يحقق رغبته في التنويع والبحث والاكتشاف.
بينما يرى التشكيلي رياض حمدون أن أعمال سيام تتكيف مع الخامة كما أن ألوانه تتناغم مع منجزه الفني، ويضيف: إن الحركة الممتعة للمفردة التشكيلية لديه حين يصبغ عليها ترددات مختلفة الأوجه والاتجاهات هي أهم ما يظهر مهارته ليضع بين أيدينا تلك المواضيع الجمالية لشد انتباهنا بانية لكثير من الروابط الحميمة بين المشاهد وما يمتلكه سيام من طاقة مبدعة.
أما عن مدرسته واتجاهه فيحدثنا التشكيلي عبدالعزيز عاشور عنها بقوله: يحفظ سيام أعمال التكعيبيين، كل التكعيبيين، عن ظهر قلب، وهو متسامح مع طقوسها وطقوس أنصارها إلى درجة قد تسمح لنا بالمقارنة بينه وبينهم. وقد يكون من المبالغة أن أقول إنه لو عاش عصر انتصار التكعيبية لسجل اسمه في معسكرها وإلى جوار أنصارها من دون مشقة، ولكن من سوء حظه أنه جاء تالياً لهم، لهذا كم هي فتنة أن تجد اليوم من يعشقها إلى هذا الحد، ولا يكتفي بتمريرها علينا في كل مناسبة يظهر فيها من دون أن يمل. ولكم أن تتصوروا أن الأمر لا يتعلق بمجرد عاشق ولهان فحسب، فما تؤكده خصائص حساسية سيام منذ عرفت تجربته البصرية أنه شديد الولع بتقنيات أو نظم التكعيبيين إلى درجة لا يمكنك أن تتخطى بلاغة أو رهافة رسومه المتماهية مع نواظم متطلباتها.
بينما تقول الكاتبة فوزية الصاعدي عن شخوصه: في لوحته يحضر الزمن الماضي، والمكان، والناس، والعلاقات الحميمة بين أهلها الذين أعطوا للوحته حركةً وحياةً وإيقاعًا بتوزّعهم وتحرّكهم وتجاورهم.
وذكر الفنان التشكيلي محمد الخطابي ـ أحد المقربين من الفنان الراحل ـ أن سيام صاحب تجربة عميقة ويعد مدرسة للفنانين التشكيليين الذين تأثروا بأساليبه وأضاف أن مواضيع لوحات سيام كانت جميعها مستوحاة من روح الوطن كلوحته "الحرب على الإرهاب"، وقال: آمل أن يقام لأعمال سيام متحف بالمملكة ويطلق اسمه على أحد شوارع المدينة المنورة إضافة إلى إنشاء أكاديمية فنون تحمل اسمه لأنه رمز لن يتكرر. ووافق الفنان منصور مرعي الشريف زميله الخاطبي في أن سيام يعد واحداً من رواد الحركة التشكيلية بالمملكة ومن أهم الأسماء على مستوى الوطن العربي.
ملامح
ولد محمد سيام عام 1954 بالمدينة المنورة.
عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية.
شارك في كثير من المعارض المحلية والدولية، أهمها: بينالي بنجلاديش، وسبوزم شرم الشيخ.
حصل على العديد من الجوائز، أهمها: جائزة أبها الثقافية، وجائزة باحة الفنون، وجائزة ملون السعودية.
أقام عدداً من المعارض الشخصية في جدة والمدينة.
كان يستعد قبل وفاته لإقامة معرضه الشخصي الخامس في المركز السعودي خلال الأيام المقبلة، ومعرض آخر في فرنسا بعد أن تلقى دعوة من أحد المسؤولين هناك.
تقتني أعماله جهات عدة مثل مطار الملك خالد، ومطار الملك عبدالعزيز، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة التعليم العالي، ومتحف عبدالرؤوف خليل.