علي العلياني ببساطة لا يتجاوز المشهد المحلي أبداً فقط يتجاوز نفسه ويتعب في ذلك كثيراً، منذ برنامجه عيشوا معنا في قناة LBC وهو يصّدر قضايا وطنية بشكل احترافي مؤثر، شجاع وذكي ومتوازن، يجيد الإصغاء بتؤدة ليقتنص سؤالا يثري المشهد ويذهب به للحقيقة التي يستنتجها المشاهد، يعرف قيمة وطنه وحجمه الكبير ولا يصغر أمام قضاياه، مثقف حقيقي دون ادعاء يستطيع مناقشة عبد الله الغذامي عن مشهد الحداثة في السعودية ويناقش بائع خضار عن تيار غلاء الطماطم أيضاً، في حلقته الماضية ببرنامج يا هلا (أهم برنامج يتبنى المعاش واليومي في وطننا)، كانت أجمل حلقة تغطي القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله- بمشاركة المرأة في الحياة السياسية عبر مشاركتها بمجلس الشورى ومجالس البلديات في الدورات المقبلة، استضاف العلياني في نباهة مجموعة من النساء الناشطات في الفعل المدني السعودي، لم يجعل الحلقة مجرد إطراء للقرار الكبير بل فتح المجال للمستقبل الأجمل عبر أسئلة استنطقت كل ضيفة على حده، كانت حلقة على مستوى الحدث وليست على مستوى الحديث كما حصل في صراخ تويتر المعتاد أو في قنوات لا تجيد البعد عن حدود الشاطئ للسباحة في البحر الهادئ بحرفية!
علي العلياني بهذه الإمكانيات يستحق برنامجا هو يبتكره هو من يرسم خطوطه، كثير هو على أحياء برامج فقط وإن نجح في ذلك بشكل باهر.
علي العلياني كمذيع ومثقف سعودي يستحق لقب (سفير المايك السعودي) هو شوكة في نحر الفساد والإهمال عبر ما ينتصر له دوماً في إثارة ما يضج به الرأي العام السعودي.
يحترم علي العلياني ضيوفه جداً عبر الإصغاء ويحافظ بمهنية وأدب طاغ على أن تظل حلقته محترمة في بصر وسمع مشاهديه ويلجم شهوة الظهور لبعض ضيوفه بمكر السؤال.
ما تحار فيه فعلاً وهل يعتبر عيباً للمذيع علي العلياني أو مزية له، هو خروجه أحياناً من مهنية المذيع لشعور المواطن البحت، في بعض الحلقات تتغير ملامح العلياني من بعض الإجابات التي يشعر أنها غير مقنعة خصوصاً إذا كانت حول تهمه تمس حياة مواطنيه يحمر وجهه فجأة ويطغى الحزن المشوب بالغضب تتمادى هذه الحالة حتى تنتهي الحلقة!