استهلك قائد الفريق الاتحادي محمد نور نحو ثلاث دقائق من زمن مباراة فريقه أمس أمام سيول الكوري الجنوبي في لحظاتها الأخيرة بخبرة الكبار.

وحصل نور خلال تلك اللحظات على ثلاثة أخطاء لمصلحته، أوقفت المباراة، وعطلت الاندفاع الكوري الذي تحول سيلاً جارفاً في ربع الساعة الأخير من المباراة، حتى كادت القلوب تتوقف مع انهمار الغزوات الكورية من كل حدب وصوب، ومع اندفاع مبالغ فيه كان يضع الكوريين على بعد هدف واحد من التأهل وإقصاء الاتحاد.

هتف صديقي فيما كان نور يستحوذ على الكرة في الدقيقة التسعين، صائحاً "ارتمي"، ولم يكد يكمل كلمته حتى كان نور الذي استحوذ على الكرة يقودها قريبا من الخط الجانبي في ملعب الكوريين ويجبرهم على إعاقته فكسب ثواني كانت أكثر من مهمة لالتقاط الأنفاس.

بدا صديقي منتشياً، وهتف من جديد "قلنا إن نور مهم، وهذه هي أهميته"، وبدا فعلاً أن نور يشع في تلك الثواني بالغ الخطورة والحساسية، فقد استلم الكرة أكثر من مرة، وعرف كيف يكتم أنفاسها، ويكتم معها إيقاع المباراة، وحماسة الكوريين.

لم يكن نور نجم مواجهة الأمس مع سيول، وربما سلطت الأضواء أكثر على زميله المدافع مشعل السعيد الذي تحول حاجزاً تصطدم به معظم الكرات الكورية في الثلث الأخير من الملعب الاتحادي، لكن نور كان قائداً، وذاك هو الأهم.

والقائد ليس شارة تربط على ذراع، بل هو في الغالب متحكم بالإيقاع، يعرف متى يجب إخماد جذوة المنافس حين تتوهج، ويعرف أيضاً كيف، وأين، ومتى يحتفظ بالكرة، وكيف يساهم في قيادة المجموعة نحو أفق أفضل.

أثبت نور أنه قائد من طينة خاصة، تحتاجها الملاعب السعودية، وتقدم نموذجاً في الرؤية الميدانية، وفي ضبط أداء الفريق، وفي الثبات في أكثر اللحظات حرجاً وتهديداً بفقدان التركيز.