أوباما الرئيس الأميركي الذي كسر قاعدة "الواسب" الشهيرة، وأصبح أول رئيس أسود في تاريخ أميركا، وعلق عليه الكثير من الأميركيين آمالهم بأنه من يمثل الحلم الأميركي؛ بدأ يترنح وبشدة، وبدأت حظوظه تضعف في الحصول على فترة رئاسية ثانية.
أميركا التي يقودها أوباما نجت بمعجزة من الإفلاس في بدايه أغسطس المنصرم، قاد فيها الحزب الجمهوري عملية تركيع سياسي عنيف لأوباما، لكي يعطي موافقته برفع سقف الدين، أوباما المترنح تلقى الضربة الأشد عندما قرر (ريك بيري) حاكم تكساس الجمهوري ترشيح نفسه للرئاسة، وخوض منافسات الترشح في الحزب الجمهوري، هذا المرشح عظّم حجم التهديد لأوباما.
بيري إذن هو كابوس الديمقراطيين، فحاكم تكساس منذ عام 2000 هو صاحب معجزة تكساس الاقتصادية، فالبطالة في تكساس تسجل أدنى مستوي في الولايات المتحدة عند8.4% وبينما تقفل المصانع والشركات؛ تنتج تكساس أكثر من ثلث الوظائف الجديدة في أميركا.. النجاح الاقتصادي لبيري المحافظ تكمله أيضا علاقته باللوبي اليهودي الذي وجد في بيري ضالته، فقد وصف بيري سياسة أوباما في الشرق الأوسط بأنها ساذجة ومتغطرسة، وأنه متساهل مع الفلسطينيين، وأنه فرط في إسرائيل، إلا أن ما جعل اللوبي اليهودي يهيم حبا في بيري هو تأييده للاستيطان، مما دفع أوباما إلى تبني موقف ميال لإسرائيل في خطابه الأخير في الأمم المتحدة، الديمقراطيون يعرفون أيضا أن رصاصة الرحمة ستأتيهم من حركة حفلة الشاي، هذه الحركة التي تأسست قبل سنتين، ولكن نفوذها أصبح لا يصدق، والتي لا يمكن أن تصوت لأوباما، فهي انطلقت أصلا لمناهضة أفكاره الاقتصادية، هذه الحركه التي كسرت احتكار الحزبين بشكل كبير في انتخابات الكونجرس2010 تستعد الآن للاصطفاف وراء أي مرشح جمهوري، بغض النظر عن أية خلافات معه.
فالمحافظون يمثلون أكثر من 70% من هذه الحركة. أوباما الذي تكالب عليه أعداؤه يحتفظ بورقه أخيرة يثبت فيها أنه زعيم قوي للأمة الأميركية ألا وهي صورة جثة ابن لادن، لكن.. هل تنفع بعد فوات الأوان؟ سنرى في نوفمبر 2012