لم تكن أعين السعوديين هي وحدها التي بكت خسارة الأخضر في أول لقاءاته في مجموعته الثانية ضمن كأس أمم أسيا الحالية أمام منتخب سوريا بهدف لهدفين، ولم يكن الحزن على الخسارة محصوراً بين محبي الأخضر، بل شاطرت أعين أجنبية السعوديين الحزن والأسى.
وبدا الهولندي مارتن الذي سبق أن عمل ضمن الطاقم الفني للمنتخب السعودي الكروي الأول مع الهولندي السابق جيرارد فاندرليم حزيناً بدوره، متفاجئاً بأداء المنتخب السعودي عقب متابعته له أول من أمس في مدرجات ملعب الريان الذي شهد اللقاء.
وقال مارتن لـ"الوطن" " "يتحمل المدرب خوزيه بيسرو المسؤولية لعدم وضعه اللاعبين في مراكزهم المعروفة لهم". وشدد مارتن على أهمية الاهتمام بالجوانب النفسية للاعبين خاصة أن لاعبي منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه التحديد لاعبي الخليج يحتاجون طريقة خاصة في التعامل، وقال "الصراخ في وجه اللاعب والتوجيه بعصبية زائدة, لا يمكن أن تقدم اللاعب لما يصبو إليه مدربه كون اللاعب السعودي حساسا بدرجة كبيرة".
وأضاف "نحن نذهب إلى وضع الجوانب الفنية نصب أعيننا ونركز عليها كثيراً في البحث عن مبررات الخسائر وننسى الجوانب الإنسانية ومشاعر اللاعبين الجياشة التي يجب أن تراعى كما يحدث في الصين مع لاعبيها".
وطابقه في ذلك الهولندي شوماخر الذي سبق أن عمل أيضاً مساعداً لمدرب الهلال الأسبق الهولندي فاندر هانجيم، والذي قال لـ"الوطن" "رفع الصوت في التوجيه والتدريب للاعبين لن يجدي مع اللاعب السعودي, وعلى المدرب أن يعامل اللاعبين بطريقة مثلى تناسب طبيعتهم".
وعن العوامل الفنية التي أدت إلى خسارة المنتخب أمام سوريا، قال "خسر المنتخب السعودي كونه قابل منافساً يلعب بطريقة رجل لرجل, إضافة إلى غياب بعض العناصر في المنتخب عن اللقاء مثل محمد الشلهوب وعدم مشاركة اللاعب نواف العابد منذ البداية, فهذا اللاعب لفت انتباهي بعد دخوله فقد كان نشطاً واستطاع أن يعيد التوازن لخط وسط المنتخب السعودي". وتساءل شوماخر عن غياب الحارس مبروك زايد عن المباراة.
وعن الخطة التي يمكن أن تنهض بها الكرة السعودية، قال "لا بد من وضع خطة لأربع سنوات مقبلة, وأن تبدأ بضم مجموعة كبيرة من لاعبي الهلال إن أراد المسؤولون عودة الكرة السعودية سريعاً".
وحول أسباب تحديد لاعبي الهلال في وفرة الاختيارات المقبلة، قال شوماخر لـ"الوطن" "لاعبو الهلال لديهم خبرات كروية كبيرة من خلال مشاركاتهم الكروية في الداخل والخارج, إضافة إلى أنهم يميلون إلى اللعب الهجومي كثيراً, ويلعبون بفكرهم كثيراً".
وعما إن كان ذلك تحيزا من قبله كونه أحد الذين عملوا بنادي الهلال قبل عدة سنوات، قال "لا تنظروا إلى حديثي, عليكم أن تشاهدوا قائمة المنتخب الألماني على سبيل المثال فهي تضم 70% من لاعبي بايرن ميونيخ, ومنتخب هولندا يلعب له 90% من لاعبي فريق إياكس ولن أزيد أكثر".