بعيداً عن صحة ما ذٌكر على لسان المدرب فرانك ريكارد في الفترة الماضية التي شهدت تجاهله استدعاء محمد نورلصفوف المنتخب الأول، يبقي القرارالأخير القاضي بإعادته اللاعب إلى قائمة الأخضر، مقبولاً ومنطقياً نزولاً عند حاجة اللاعبين الشباب الحاليين في المنتخب، إلى خبرات قائد بحجم نور وكذلك إلى قدرة اللاعب على العطاء ومساعدته للمدرب كثيراً داخل الملعب في تنفيذ المهام حسب مجريات أي مباراة.
فحماس الشباب وحده لا يكفي في مواجهات حاسمة قد تحتاج إلى أهم من ذلك.
ويبدو واضحاً أن ريكارد اختار نور لقائمته التي سيدفع بها في مباراة تايلاند بتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2014، قبل مباراة الاتحاد والاتفاق في الجولة الثالثة لدوري زين التي شهدت خسارة العميد بعد ظهور قائده بأسوأ حالاته و(تصريحاته الإنفعالية)، وفي ذلك دليل واضح على أن المدرب اعترف بحاجته إلى اللاعب في المرحلة المقبلة واتخذ قرار ضمه مسبقاً.
البعض ردد على لسان ريكارد أنه رفض انضمام نور في المرحلة السابقة بحجة تقدم اللاعب في السن وعدم استفادة الأخضر من خدماته إذا تأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل..
وننتظر اليوم أن يردد هؤلاء أيضا، أن المدرب لم يكن صائباً في تقديره لعمر نور، أو أنه استبدل شهادة ميلاده الحقيقية بأخرى تقديرية وقوفاً على مشاهدته اللاعب، لذا تراجع عن قراره واستنجد به..
لا يهم ما قاله ريكارد في المرحلة السابقة أو ما قيل على لسانه، المهم أنه حكّم عقله في استعانته بلاعب سيكون بمقدوره خلق التوازن المنتظر في صفوف الأخضر بعد أن أصابه اختلال كبير عصف به إلى مؤخرة ترتيب المجموعة بتحقيقه نقطة وحيدة من أصل ست.
والمهم أولاً أن يضمن المنتخب السير في الطريق الصحيح نحو مونديال البرازيل وتحقيق التأهل كهدف أساسي، ومن ثم تقليب شهادات الميلاد للوقوف على أعمار اللاعبين وتحديد من يشارك ومن يستحق أن تقدم إليه شهادات شكر تقديراً لأدواره السابقة.
وكما يقولون "عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة"..
ليس من المنطق أبداً ركن لاعب بحجم نور في الفترة الحالية لمجرد أنه سيصبح بعد عامين ونصف العام (الفترة المتبقية على كأس العالم)، في عمر لا يتناسب وخطط مدرب بدأ عمله من مرحلة خطرة تستحق أن توصف بالتجارية التي لا تستحمل التجريب.