كلنا سعداء للإنجاز ونقدر قرار الملك التاريخي، لأن المرأة ستجعلنا على مقصلة التاريخ ولا يزال أمامنا الكثير لنؤديه لها، فللمرأة حكمتها التي تضاهي وتتفوق على حكمة الرجل، فهي إنسان قبل أن تكون أنثى، وحصرها في مجالات ضيقة في العمل يعني تهميشها. ومجلس الشورى مؤسسة كبرى من المؤسسات المؤثرة في صياغة القرارات ودراستها والتصويت عليها في السعودية، وبأمر الملك أن تدخل المرأة لمجلس الشورى عضوة فيه يعني أننا قطعنا شوطا كبيرا من التعامل مع المرأة بشكل إنساني، المرأة صارت اليوم مثل الرجل تصوت على القرارات في مجلس الشورى وتدفع أو تمنع أي قرار لا ترى أنه في صالحها. استبشرنا كثيرا بوصول النائبات الأربع في الكويت إلى مجلس الأمة، وسنستبشر كثيرا بدخول المرأة السعودية لتكون عضوة في مجلس الشورى تحرك وتؤثر، ببساطة في قادم الأيام لن تكون المرأة متأثرة فقط بل وستكون مؤثرة أيضا.
الأمر الذي أطلقه الملك من مجلس الشورى جاء في وقته، هناك تسعة ملايين أنثى في السعودية، الكثير منهن لهن مطالب إنسانية ومطالب بالوصول إلى المفاصل الرئيسية في البلد والتنافس مع الرجال على الإدارة والقيادة والمناصب. كما أن العالم اليوم تغيّر، ولى الزمن الذي كانت المرأة مركونة لا تحرك ساكنا، ولى الزمن الذي قال فيه الحجاج بن يوسف: "المرأة يستمتع بها ولا يستمع لها"! وغني عن القول أنه رحمه الله كان سفاحا!
لا يمكن أن يبقى تهميش المرأة إلى الأبد لهذا جاء الأمر الملكي ليعلن ليس مشاركة المرأة في مجلس الشورى وإنما مشاركتها في المجالس البلدية وحقها في الانتخاب في المجالس البلدية. الخبر مثير للغاية، ومن خلاله نعلم أننا نتغير، وبالذات في تعاملنا مع المرأة؛ مما يعني أننا يجب أن نفرح بهكذا إنجاز يجعلنا نكون جزءا من العالم ونستفيد من نسائنا الرائعات ليكن عونا للرجل السعودي كما كن سلفا قبل المرأة.
آن الأوان لهجر الرؤية الضيقة للمرأة على أن فتح مجالات العمل لها يعني الكوارث، أو أن منافستها للرجل يعني ضياع بيتها ووظيفتها الزوجية أو العائلية، إن الأمر الملكي يعني أن هناك مرحلة انتهت واندرست وولت، وأن الدخول إلى مجلس الشورى كعضوة يعني أنها أخذت حقا أساسيا ورئيسيا لا يمكن لأحد إلا أن يكون فرحا به.
قال أبو عبدالله غفر الله له: المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي ولدت وربّت النصف الآخر، والهيمنة التامة على كل الإدارات والوزارات، وعلى الوظائف وكل سبل الحياة يعني التهميش لجزء منا بل يعني تهميش أرواحنا وقلوبنا ورائحة حياتنا. فأهلا بالمرأة لتشارك في توجيه دفة سير القرار في البلد من خلال مجلس الشورى.