لم تختلف القنوات الفضائية ومنها باقة التلفزيون السعودي في تناول اليوم الوطني، بل كان السيناريو مكررا هذا العام من العام الماضي وسيتجلى في مقبل الأعوام. في القنوات الرسمية ينطلق العاملون ـ كبار السن ـ من مبدأ (حنا أخبر) وفي بقية القنوات التجارية يكمن الربح ولو وضع في أعلى قمة أو أسحق وادٍٍ أما الرابح الأكبر فهي مؤسسات الإنتاج الإعلامي.

هذه المؤسسات الخاصة تحمد الله ليلا ونهارا على عدم خصخصة قنوات شارع التلفزيون لأنها تقدم لهم الدعم بشكل كبير في البرامج والتقارير والكاميرات والمصورين والفنيين حتى (الفواصل) ولهذا فإن شهر رمضان وعيد الفطر واليوم الوطني من أهم المكاسب التي لا يمكن التفريط بها تماما ـ والدليل الإنتاج الدرامي ـ.

خلال اليوم الوطني الفائت ـ يوم الجمعة ـ تمثلت حركة جديدة وكبيرة في معناها حيث أطلقت مؤسسة إنتاج إعلامية في العاصمة الرياض قناة خاصة باسم (اليوم الوطني) لمدة ثماني ساعات فقط بدأت من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة الثانية عشر ليلا وبعدها كانت الإعادة إلى منتصف الليل من اليوم التالي ومن ثم توقف البث.

هذه الآلية لا تخلو من الجانب الإعلاني عن القدرات الفنية والبشرية لهذه المؤسسة وسط سوق يعج بالكثير من الشركات التي لا يمتلك بعضها ثلاث كاميرات أو حتى مصورا مستقلا ولكن أحسب أنه إعلان فيه شيء من الرقي والذوق حينما ضربت عصفورين بحجر واحد لتقول هذه قدراتي وهذه واجباتي تجاه وطني أيضا.

قناة (اليوم الوطني) عرضت برامج مباشرة وتقارير منوعة بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية والاتصالات الهاتفية فضلا عن الرصد الميداني لمظاهر الاحتفال في الشوارع والأماكن التي خصصت لذلك وفي المقابل لا غير الأغاني في قنوات مماثلة. أين بقية المؤسسات الإنتاجية الأخرى من مسؤولياتها تجاه الوطن في مثل هذا المحفل ومناسبات عديدة مختلفة؟

الوطن شاسع وهموم أبنائه وأفراحهم بنفس المساحة ولكن أين العقول التي تدير وتقرأ؟

حقا فن الإعلان في اتجاه واحد.