توقع الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد وصول المنتخب للأدوار النهائية ومن ثم البطولة بإذن الله، قائلا: هذا ليس غريباً على أبنائنا اللاعبين.

وأكد الأمير سلطان، في حوار مع "الوطن" أن الجميع يجب أن يعرف أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، وفي كأس العالم الأخيرة ظهرت أخطاء كثيرة وتسببت في إقصاء منتخبات كبيرة جداً.

وقال: نحن نقول لرئيس أي ناد أو عضو شرف إن لك الحق في النقد، ولكن لا يجوز لك تجاوز مبادئ النقد واحترام الغير في لحظة انفعال، فحق النقد مشروع للجميع، ولكن وفق ضوابط تفرضها علينا قيمنا وثوابتنا الإسلامية.




بكثير من الوضوح وضع الرئيس العالم لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد النقاط على حروف مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقامة في الدوحة حتى 29 يناير الجاري، مؤكداً على جاهزية الأخضر الذي يستعد اليوم لخوض أول مبارياته في البطولة أمام نظيره السوري، معرباً عن ثقته الكاملة في قدرة أفراد المنتخب السعودي على تقديم مستوى مشرف في البطولة عطفاً على السمعة والمكانة التي تحتلها الكرة السعودية على الصعيدين القاري والدولي.

وشدد الأمير سلطان على احترام جميع المنتخبات المشاركة في البطولة، والتي تتمتع بمستويات فنية عالية، منوهاً بالجهود التي بذلها الجهاز الفني للأخضر بقيادة المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو من أجل إعداد المنتخب للمشاركة في البطولة.

وأعرب الأمير سلطان عن سعادته واعتزازه بالخطوات التي اتخذتها قطر لتنظيم البطولة التي ظهرت بالمظهر المشرف الذي يعكس مدى الدعم والاهتمام اللذين توليهما حكومة دولة قطر بدعم وتوجيه من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني وولي عهده، مشيراً إلى سعادة الجميع لتشريفهما حفل افتتاح البطولة، معرباً عن أسفه لخسارة المنتخب القطري الشقيق في الافتتاح، على الرغم من المستوى الفني الجيد الذي قدمه، متمنياً له التوفيق في المباريات القادمة في مجموعته.

كل هذه القضايا، تتابعونها في السطور التالية، التي خص بها الأمير سلطان بن فهد "الوطن" في حوار شائق:

تطرقت وسائل الإعلام المختلفة إلى أن المدير الفني للمنتخب خوزيه بيسيرو لم يستقر على تشكيلة نهائية ومحددة للمشاركة في البطولة خلال المباريات التجريبية التي أقيمت أخيراً في معسكره الداخلي، ألا تعتقد سموكم أن ذلك يؤثر على تركيز اللاعبين وأدائهم؟.

بطبعنا لا نتدخل في مسؤوليات المدرب ولا في قناعاته، حتى وإن أختلفنا معه في بعض الأمور، لكن عندما يكون لنا بعض الملاحظات نجتمع به ونناقشه فيها، وكان من بين تلك الأمور النقطة التي أشرتي لها وهي عدم الثبات على تشكيلة محددة، وخلال اجتماعنا الأخير بالمدرب تمت مناقشتها ووصلنا معه إلى قناعة تامة بأهمية الثبات على تشكيلة من شأنها إضفاء نوع من الاستقرار النفسي لدى اللاعبين، وتعزيز التفاهم فيما بينهم أثناء المباريات.

وشاهدناه في المباريات التجريبية الأخيرة للمنتخب يلعب بتشكيلة ثابتة مما سينعكس بمشيئة الله تعالى على أداء المنتخب في هذه البطولة.

هل أنتم راضون عن تجربة المنتخب السعودي من خلال العناصر الشابة التي شاركت في "خليجي 20" التي أقيمت أخيراً في اليمن؟

قرار المشاركة بشباب المنتخب الأول في كأس الخليج جاء بناء على طلب المدرب الذي تمت دراسته بتأن من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم وتم الوصول فيه إلى أن أفضل وسيلة لتجديد عناصر المنتخب السعودي وإبراز وجوه شابة تفيده لسنوات مقبلة هي المشاركة بهؤلاء الشباب مع عناصر قليلة من ذوي الخبرة، وكانت النتائج ولله الحمد محققة للأهداف بشكل كبير.. وأعتقد أن الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة بهذه الوجوه الشابة دليل على أنها تجربة ناجحة ومفيدة للمنتخب في استحقاقاته المقبلة، وكان من ثمارها بروز 9 لاعبين من العناصر الشابة التي انضمت للمنتخب الأول وستخدمه بإذن الله ليس فقط في نهائيات كأس آسيا وإنما لعشر سنوات مقبلة.

كثيرون يرون أن المنتخب السعودي جاء في مجموعة متوازنة في النهائيات الآسيوية، وأن الخطر الوحيد عليه يكمن في المنتخب الياباني، هل تتفقون مع هذه الرؤية، وكيف تقيمون منتخبات المجموعة؟

في اعتقادي أن بداية النجاح أن تحترم الخصوم، فمهما كانت مستويات المنتخبات التي سيقابلها المنتخب السعودي يجب أن يكون هناك احترام لها سواء من قبل الجهاز الفني أو اللاعبين، وفي عالم كرة القدم يجب أن تحترم الخصوم ولذا نحن نعمل حساباً لجميع المنتخبات المشاركة في بطولة أمم آسيا.. ثم إن المجموعة التي تقولين عنها متوازنة تضم منتخبات ليست سهلة على الإطلاق، فالمنتخب السوري منتخب قوي نحترمه ونقدره، والمنتخب الأردني منتخب قوي نحترمه ونقدره، وكذا المنتخب الياباني، فنحن نضع في الاعتبار أنه منتخب قوي ويمتلك سمعة كبيرة في القارة الآسيوية، وله حضور في نهائيات كأس العالم، ومع هذا فإن المنتخب السعودي يحترم الجميع وسيدخل المنافسة وعينه على الكأس وهي هدفه الرئيس.

سمو الأمير، ماذا يحتاج المنتخب السعودي للفوز بلقب البطولة الحالية، بعد أن أصبح يصل الى معظم النهائيات دون الحصول على اللقب؟

منتخب المملكة الأول لكرة القدم لا ينقصه بعد أن أصبح في كامل استعداده وجاهزيته لهذه المشاركة سوى التوفيق من الله عز وجل والمساندة الجماهيرية الوفية التي اعتاد عليها في جميع مشاركاته.. وأعتقد أن مفاتيح النجاح للمنتخب السعودي في البطولة هي قيام اللاعبين بتطبيق ما عليهم بروح عالية واستثمار الفرص السانحة لهم بتركيز كبير خلال المباريات، وهذا هو المتوقع منهم، وأنا متفائل، وأتوقع أن يصل المنتخب للأدوار النهائية ومن ثم البطولة بإذن الله، وهذا ليس غريباً على أبنائنا اللاعبين.

لكن المنتخب واجه كثيراً من الانتقادات الإعلامية في مشاركاته الأخيرة على الصعيدين القاري والدولي حتى اضطررتم إلى التدخل الشخصي لوضع حد لبعضها، كيف ترون الدور الذي يمكن للإعلام والنقاد الرياضيين أن يقوموا به لخدمة المنتخب، وهل تفضلون تأجيل الانتقادات بانتظار معرفة ما ستسفر عنه المشاركة الحالية؟

أنا دائماً أرحب بالنقد الهادف والبناء الذي يعمل على تعزيز مسيرتنا الرياضية بشكل عام، ونعتبر الإعلام الرياضي شريكاً أساسياً في أي منجز رياضي يتحقق باسم الوطن.. ومن هذا المنطلق فنحن دائماً ندعو النقاد والمحللين الرياضيين إلى عدم استخدام القسوة على المنتخبات السعودية من خلال الإخفاق في مباراة أو بطولة.

وما يحز في نفوسنا كمسؤولين عن القطاع الرياضي في المملكة هو وجود فئة قليلة من رجال الإعلام الرياضي تغلب صوت العاطفة على العقل في التقييم، إذ من الظلم تجاهل مجهودات الآخرين بمجرد الإخفاق في مباراة واحدة أو حتى بطولات، ونحن نحترم الشخص الذي يذكر السلبيات والإيجابيات، أما من يركز على السلبيات فقط، فهو يختزل المشهد الكامل لمنجزاتنا الرياضية التي هي ولله الحمد متنوعة ومتعددة ويشهد لها القريب والبعيد في خسارة مباراة، أو عدم إحراز بطولة، فلا يوجد هناك منتخب في العالم لا يخسر.وأكثر ما يؤسفنا أن هناك بعض وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية تغلب الإثارة على مهنيتها ومصداقيتها الإعلامية عبر ما تنتهجه في تناولها للقضايا الرياضية من أساليب تبتعد بالأمور عن مسارها الصحيح من خلال ما تقدمه للقارئ أو المشاهد من أطروحات وآراء لا تستند إلى حقائق أو معلومات صحيحة.. وهذه ولله الحمد فئة قليلة أصبحت تنحسر أمام حالة النضج التي يعيشها إعلامنا الرياضي الذي يتمتع بالنقد الصادق الذي ينشد المصلحة العامة في كافة طرح قضاياه الرياضة والإعلامية, ودوماً أطالب منسوبي الإعلام الرياضي بمختلف وسائله بتوجيه النقد الصادق لأي مسؤول رياضي بما فيهم (أنا), بعيداً عن التجريح أو الإساءة لأي فرد, لأن الهدف هو تصحيح الأخطاء لأجل أن نكون متقدمين في رياضتنا وفي منافساتنا وفي مشاركاتنا الخارجية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

سمو الأمير، واجه التحكيم السعودي في الآونة الأخيرة سواء من مسؤولي الأندية أو من الصحافة الرياضية انتقادات قاسية.. كيف تنظرون لمثل هذه الانتقادات؟

أولاً يجب أن يعرف الجميع أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، وفي كأس العالم الأخيرة ظهرت أخطاء كثيرة وتسببت في إقصاء منتخبات كبيرة جداً.. ونحن نقول لرئيس أي ناد أو عضو شرف إن لك الحق في النقد، ولكن لا يجوز لك تجاوز مباديء النقد واحترام الغير في لحظة انفعال، فحق النقد مشروع للجميع، ولكن وفق ضوابط تفرضها علينا قيمنا وثوابتنا الإسلامية.. ولا يستطيع أحد أن يقول إن الحكم لا يخطئ فهو بشر يخطئ ويصيب، وقبل أن تنتقد الحكم أعط لنفسك مجالاً للابتعاد عن حالة الانفعال التي تمكنك من تقييم أداء لاعبي فريقك وأجهزته الفنية والإدارية وتستطيع تشخيص المشكلة بشكل صحيح، وألا تدفعك العاطفة إلى اتخاذ الحكم شماعة لأخطاء الآخرين وإخفاقاتهم.

كيف تقيمون سموكم الخطوات الاستثمارية للأندية والاتحادات، وهل أضافت العقود التي وقعت من قبل الاتحادات والأندية السعودية أخيراً مع الرعاة فوائدها المرجوة؟

بلا شك الخطوات الاستثمارية التي اقترنت بالاتحادات والأندية السعودية هي خطوات مشجعة وتدعو للتفاؤل بمستقبل استثماري غني في المجال الرياضي.. وأصبح الجميع يلمس مردودها الإيجابي على مداخيل بعض الاتحادات والأندية وساهمت في تحمل جزء من أزمتها المالية وزيادة مداخليها مما انعكس على قوة وتميز الرياضة السعودية في الوقت الراهن والتي أصبحت هدفاً للبيوت الاستثمارية والقنوات الرياضية, حيث ساهمت تلك العقود برفع مستوى مداخيلها التي انعكست بالتالي على برامجها وكفاءاتها الإدارية والفنية، مما يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل مشرق للكرة السعودية بمختلف أشكالها.