فرضت بعض منتخبات كأس أمم آسيا الحالية في الدوحة قيوداً على منتخباتها الكروية بدرجات متباينة، فبعض المنتخبات خصصت ساعات لالتقاء لاعبيها بوسائل الإعلام، وأخرى تشددت فأخفت لاعبيها عن الهواء والشمس, وفشلت جميع المساعي الإعلامية في التسلل إلى أماكن تواجدهم نتيجة للقيود الصارمة التي فرضها الاتحاد القاري على الإعلاميين بضرورة الالتزام بالقواعد التنظيمية التي يمليها, وكثيراً ما عاد الإعلاميون أدراجهم بعد فشل مساعيهم في الالتقاء بمسؤولي المنتخبات ولاعبيها, ولم تشفع الدقائق المخصصة لهم قبيل انطلاقة التدريبات في أن يقدموا لصحفهم ومحطاتهم التلفزيونية ما يشبعهم.

ويعد المنتخب السعودي أكثر المنتخبات المشاركة صرامة في تطبيق الحظر، حيث أغلق الدور الأول لفندقه بالكامل ومنع دخول أي شخص غير مخول بدخوله، ويسبقه في ذلك فقط منتخب كوريا الشمالية الذي وضع حواجز أمنية كثيرة, وفرض رقابة صارمة خوفاً من هروب لاعبيها من المعسكر أو تخلفهم عن العودة لبلدهم، كما أن عدم معرفة لاعبي كوريا الشمالية بلغات أخرى غير لغتهم الأم ساهم في ضعف متابعتهم إعلامياً، بينما على النقيض تماماً فتح مسؤولو المنتخب الهندي الأبواب أمام وسائل الإعلام على مصراعيها, لكن تواضع تاريخ المنتخب لم يغر كثيرين بالتعامل مع لاعبيه.

وأبدى عدد من الإعلاميين والمراسلين تذمرهم الشديد من الحظر الإعلامي، ويقول الزميل عادل نجار من "الوطن" القطرية "الحظر الإعلامي له جانبان، تنظيمي من قبل القائمين على المنتخبات لتوفير التركيز للاعبين وإبعادهم عما يؤثر عليهم، وإن كنا نأمل أن يراعوا أجواء البطولة ويفتحوا المجال للإعلاميين نظراً للدور الإعلامي المهم".

وعن المخرج للأمر، قال النجار "إظهار أخلاقيات العمل الإعلامي بوضوح, وتقديم أسلوب الحوار الهادئ والإقناع الجيد بهدف الحصول على متطلباتنا كإعلاميين".

أما زميله سليمان ملاح فأكد أن الحدث يفرض على كل المنتخبات المشاركة أن تظهر لوسائل الإعلام خاصة أن هناك وفودا إعلامية قطعت مسافات طويلة لتغطية الحدث، والعمل وتغطية البطولة من خلال المراكز الصحفية وانتظار البيانات الرسمية لا يرضي الصحفي الذي يجب أن يكون حاضراً في الميدان، مطالباً الاتحاد القاري بضرورة فرض شروط على المنتخبات المتأهلة تؤمن أوقاتاً حرة لالتقاء الإعلاميين باللاعبين وبمدربي المنتخبات وإدارييها, والمؤتمرات الصحفية لا تمنح الصحفي كل ما يريد ولا تكسب مطبوعته سبقا أو انفراداً.

من جانبها تقول الصحفية بصحيفة "الصين اليوم" دانج زي "المركز الإعلامي الذي نقضي وقتا طويلا فيه ليس المكان الصحيح لمتابعة التطورات والأحداث السريعة للمنتخبات، وجودنا في المركز الإعلامي لساعات طوال لا يخدم العمل الإعلامي كثيراً.

بدوره يرى الزميل سليمان الزبيدي أن "إغلاق التدريبات ومنع التقاء اللاعبين بالصحفيين في الفندق المعد لإقامتهم يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على اللاعبين باعتراف أحدهم في مناسبة سابقة".

وأضاف "إغلاق المنافذ وحجب المعلومة عن الصحفي يؤثران سلباً على عمله".

فيما يرى مراسل وكالة رويترز مايك كولد الأمور من منظار مختلف، ويقول "تحديد مدرب ولاعب للحديث في مؤتمر صحفي، وفتح الدقائق الـ15 الأولى من التدريبات أمام الإعلام مشبع لي كمراسل وكذا للمصورين".