من نعم الله علينا في هذا المجتمع نعمة التكافل الاجتماعي.. هو صمام الأمان تحت أي ظرف.. في كل زمان ومكان.
ليس ثمة هدي نبوي شريف يحكم وينظّم ويرعى العلاقات الإنسانية بين البشر أكثر من هذا الحديث: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
ليس أجمل من تكافل أفراد المجتمع فيما بينهم.. على كل فرد من أفراده ـ مهما علا شأنه ـ واجبات تجاه الآخرين.. مهما كانت حالتهم ومكانتهم.. أمر رباني.. دائرة واسعة تشمل جميع أصناف البشر دون تمايز.. الوفاء بحاجاتهم الإنسانية التي تتطلبها الحياة الكريمة.. ودفع الضرر والحاجة عنهم.. قدر الاستطاعة.
تقول الحكاية ـ التي أكدها لي الأخ العزيز فيصل بن مشرف ـ أن امرأة عجوز، كانت تستأجر محلا من أمانة عسير، للبحث عن رزقها.. غير أنها لما عجزت عن دفع الإيجار الشهري، وجدت نفسها في الشارع.. حيث فوجئت بموظفي البلدية يقومون بإخراج بضاعتها للشارع ـ لست محتجا هنا فالنظام لا يستثني أحدا ـ ضاقت الأرض على المرأة العجوز.. لا ابن لها.. لا كافل لها.. ولا عاصم لها من قرار البلدية.. ذهبت شاكية لأمير منطقة عسير ـ الأمير فيصل بن خالد ـ أن الأمانة قامت برمي بضاعتها في الشارع، وأغلقت المحل الذي كانت تستأجره وقطعت وسيلة رزقها.. وبعدما تأكد الأمير من الأمر، قام بالتكفل بدفع إيجار المحل، الذي أخرجت منه تلك السيدة، وأمر موظفي البلدية بإعادة بضاعتها إلى ذات المحل.. ولم ينم تلك الليلة إلا بعدما تأكد أن السيدة استلمت مفاتيح محلها مجددا.. وما يزال الأمير يدفع الإيجار حتى اليوم.
الخلاصة: لك فقط؛ لتدرك قيمة التكافل الاجتماعي في مجتمعنا، أن تتخيل الحال والمآل: لو أن الأبواب أوصدت في وجه هذه المرأة.. ماذا كانت ستفعل؟ تحرق نفسها مثلا؟
من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. شكرا للأمير الصالح، ابن الملك الصالح..