عندما يكون لكل مواطن في كل وطن على وجه الأرض الحق في التعبير عن مشاعره تجاه وطنه فإن التعبير عن المشاعر تجاه هذا الوطن الكبير يختلف عنه في كل وطن.. فالمملكة العربية السعودية حباها الله من النعم ومن مسوغات الانفراد ما لم يتوفر في أي وطن على وجه الأرض.. كيف لا وهذا الوطن يحتضن أفضل بقعة على وجه الأرض؟ وكيف لا وهذا الوطن يحتضن أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف لا وهذا الوطن كان مهبطا لكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ كيف لا وهذا الوطن يؤمه ملايين البشر بأفئدتهم وعقولهم بصفة يومية ويشدون إليه رحالهم في مناسبات حجهم وعمرتهم؟ ثم بعد ذلك كيف لا وهذا الوطن يعد مثالا حيا للأمن والأمان الذي أسبغه الله على هذه البلاد، وهي النعمة التي لا تقدر بثمن ولا تشترى بمال؟ ثم بعد كل ذلك كيف لا وقد اختار الله لهذا الوطن حكاما يحقون الحق ويبطلون الباطل ويحكمون بشرع الله في بلد الله على هدي من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ حكام يسيرون في رعيتهم بالمساواة والعدل والسهر المتواصل على ما يحقق آمالهم ويوفر لهم العيش الكريم.. وأخيرا كيف لا وقد احتضن هذا الوطن مواطنين يضربون أروع أمثلة الولاء والوفاء لدينهم ومليكهم ووطنهم؟ مواطنون يحتكمون إلى شرعهم المطهر، وإلى عقولهم الرزينة فينبذون الفرقة ويعضون على مكتسباتهم ومدخراتهم وأمنهم بنواجذهم متجاهلين كل دعوة ناعقة لا هم لها إلا نفث سمومها تعبيرا عما تكنه من حسد لا يخفى على أولي الألباب في هذا الوطن الكبير المبارك.
أخيرا لو لم يكن لنا سوى ما ذكرته آنفا من مآثر لكفتنا عن غيرها من المآثر التي تجعل من التعبير عن مشاعرنا تجاه هذا الوطن الآمن يتميز بانفراديته عن أي تعبير لدى أي مواطن في أي وطن آخر؟.