على الرغم من الزخم الرياضي الذي تشهده قطر هذه الأيام احتفاء بالنهائيات الآسيوية، إلا أن البعض يتوقع أن يسحب الفنان السوري دريد لحام الذي اشتهر بشخصية غوار الطوشة بعض البساط نحوه من أضواء البطولة، حيث سيقدم وعلى مدى أسبوع مسرحيته "السقوط" التي أعادته للمسرح بعد سنوات طويلة من الغياب.

وكان دريد لحام أكد أنه سيؤازر منتخب بلاده في لقائه غداً أمام الأخضر مع أعضاء فرقته، وشدد على أن القطريين خيروه بين الجلوس في المنصة أو مع الجماهير فآثر الأخيرة.

وفي وقت تستقطب فيه الدوحة كل الأضواء رياضية وفنية، وحد سوق واقف الذي يمثل بعضاً من تاريخ قطر وتراث عاصمتها الدوحة ميول الإعلاميين السعوديين الذين توافدوا بشكل كبير على السوق بعد انتهائهم من عمل يوم إعلامي شاق تراكضوا خلاله بنشاط وبألوان إعلامية عدة لتقديم أنواع من الرسائل الإعلامية متعددة المشارب لإشباع نهم الشارع الرياضي السعودي (الساخن) بالأحداث المحلية.

وتعرض في سوق واقف الذي يقع في قلب الدوحة منتوجات التراث القطري للبيع وعرض بعض الفنون الشعبية، ووضعت فيه حاليا شاشات عرض تلفزيونية عملاقة، صاحبها سحب أنفاس تدخين النرجيلة (الشيشة) في أجزاء منه لمرتادي السوق والمقاهي.

ومع ازدحام السوق بالمرتادين ليلة افتتاح البطولة، إلا أن حملة شعارات المنتخبات لم يظهروا إلا فيما ندر، ويتوقع أن يزداد ظهورهم مع ارتفاع درجة المنافسة وتقاطر الجماهير مع اقتراب لحظات الحسم، حيث يتوقع أن يصطبغ السوق بألوان المنتخبات التي ستصل لمرحلة متقدمة من البطولة.

وعلى الرغم من النهضة التنموية التي تشهدها قطر إلا أن السوق بدا متميزاً في مظهره، وبقي مرتعا خصبا لمتذوقي كل الفنون الرياضية والأدبية والفنية، فمن النادر أن تجتمع تلك المذاهب الفنية إلا في مثل هذه المناسبات الكبيرة، وخلال مدة لا تتجاوز الساعة رصدت "الوطن" تجمع شخصيات معروفة على مستوى الوطن العربي في أماكن متعددة من السوق الذي ينتشر في زواياه عدد من الدكاكين القديمة والمطاعم الشعبية، فقد حضرت الفنانة رجاء الجداوي بشموخها الفني وببساطة تامة، واللاعب الإماراتي المعتزل خالد إسماعيل صاحب هدف منتخب بلاده في منتخب ألمانيا بمونديال 1990 حيث ظهر بصحبة المعلق الإماراتي عامر عبدالله، وفي زاوية من الزويا يظهر قائد قطر السابق مبارك عنبر الذي يعرف بملك التسلل (لنجاحه الكبير مع منتخبه في نصب مصيدة التسلل بطريقة مذهلة). ويساهم هذا الخليط من المشاهير مع تاريخ السوق وتميزه في نقل الزائر إلى أجواء خاصة كتلك التي يعيشها زائر أكسفورد في إنجلترا أو الشانزليزيه في باريس حيث تعج هذه الشوارع بحركة نشطة على مدار الساعة.

ويبقى المشهد الخارجي عن السوق قصة أخرى فالرجل العادي دفعته رائحة بطولة أمم آسيا أن يتابعها فكل شيء في قطر يتكلم بآسيا، فالطرقات تعبر في صورها عن البطولة ووسائل النقل العام لا ترى سوى شعار البطولة، حتى بعض طبقة الأسفلت التي دكت بها شوارع الدوحة تعبر عن الحدث الآسيوي من خلال الشعارات المعبرة عن البطولة التي طبعت عليها صورا جعلت البطولة حاضرة في كل شيء، كما أن عائلة اليرابيع(تميمة البطولة) تقابلك صورها بأشكال متعددة، تخاطب كل الفئات العمرية والأجناس البشرية التي تعيش في الدوحة من أجل متابعة البطولة ومساندة قطر فيها.