يبدو أن أمام مدربينا الوطنيين أعوام تهميش طويلة مقبلة عليهم معايشتها قبل أن ينالوا بالصبر ثقة طال انتظارهم لها..
تلك حقيقة أفرزتها بل جددتها محصلة مباراة الأخضر الأولمبي أمام نظيره القطري الأربعاء الماضي في بداية مشوار التأهل إلى لندن..
كانت غفوة حارس ودفاعه كافية لأن تجرد يوسف عنبر من عمل استمر أشهر تخللته نتائج مميزة ومديح لم ينقطع حول كفاءة المدرب السعودي وضرورة أن يجد له قدما بين سلسلة عريضة من نظرائه الأجانب في الفرق والمنتخبات السنية السعودية وو..
نعم كانت دقيقة فقط كافية لتضع حدا لهذا "التغزل" الإعلامي وتحول أصحابها لاستبدال أقلامهم بسياط حادة انهالت فجأة على ظهر هذا المدرب.. والسبب ضياع نقطتين أهدرتهما رعونة مهاجمين أمام مرمى طوال دقائق مواجهة آلت إلى تعادل لم يكن لعنبر فيه ناقة ولا جمل.
صعقت وأنا أقرأ وأسمع البعض ممن يفترض بهم امتلاك أمانة القلم والكلمة وهم يرمون جزافا بعبارات لم تسئ لعنبر وحده بل لكل رفاق مهنته.. صدقوا أو لا تصدقوا أن أحدهم ممن يحمل ميولا تخالف عنبر تساءل ماذا يحمل الأخير في سيرته الذاتية ليدرب منتخبا؟ والأدهى والأمر أن آخر يرى أنه لا مكان لعنبر حتى مع فريق درجة أولى أو ثانية؟! إنها تساؤلات "جاهلة" تثبت مجددا أن هؤلاء اعتادوا التربص بأي عثرة لمن يجتهد دون أي اعتبار لوطن ينتظر منهم دعما وليس تجريحا لأبنائه المخلصين.
في اليوم نفسه كانت الملاعب الآسيوية تستضيف مواجهات في ذات المناسبة ونال البعض منها اهتمامي بدافع "مقارنة" ليس إلا.. رأيت في طوكيو وسول وسيدني ملاعب مكتظة عن بكرة أبيها بأنصار قدموا لمؤازرة منتخباتهم بكل ألوان الطيف في حين كان ملعب الملك فهد الدولي خلال لقاء الأخضر والعنابي في حال يرثى له.. مدرجات خالية إلا من مئات وقفوا، وهو رقم أكاد أجزم بأن يجد له منافسا في أي لقاء بدوري "زين".. بحثت عن سبب وراء جفاف المدرجات فلم أخرج سوى بإجابة أعادتني إلى سؤال.. هل باتت ميولنا "متلونة" إلى هذه الدرجة؟!
عثرة قطر ليست إلا بداية وأولمبي الأخضر ومدربه عنبر قادرون على تجاوزها لإكمال مشوارهم نحو لندن، فقط هم بحاجة إلى تجديد ثقة من مسؤولين ودعم معنوي من وسط رياضي نقي مجتمع على "الخضر".. وإن أخفقوا بعدها، وهذا أمر مستبعد، أخرجوا سياطكم إن أردتم!.