ما زالت أزمة التسويق تلقي بظلالها على سوق التمور في المنطقة الشرقية، إذ تواجه الكميات الهائلة من الإنتاج لموسم هذا العام أحد خيارين إما التصريف والبيع بسعر أقل من النصف، أو الإتلاف والتحوّل إلى طعام للحيوانات (أعلاف).
وأوضح المستثمر في سوق التمور عبدالحميد الحليبي أن الأسعار في المجمل منخفضة، بالمقارنة بالوضع العام الماضي، والسبب الزيادة الهائلة في المعروض على مستوى المملكة.
وحول تباين الأسعار بين سوقي الدمام والأحساء لفت الحليبي إلى أن سلوك المستهلك في سوق الدمام يختلف عن غيره من الأسواق الأخرى، بما فيها سوق الأحساء، فهو يطلب المنتج الأعلى جودة، وهو بالتأكيد سيكون الأغلى سعرا.
وأبان أن المستهلك في الدمام يطلب التمور لتقديمة كهدايا، فيما يتم تسويقه تجاريا من خلال إحداث بعض الإضافات على التغليف وما شابه ذلك، لذا فالأسعار تبدو أعلى من نظيرتها في الأحساء.
وأفاد أنه رغم ذلك فقد شمل الانخفاض هذا العام منتجات القصيم مثل السكري والبرحي والصقعي ونبوت السيف، وهي التمور السائدة في سوق الدمام، بينما يسيطر على سوق الأحساء كل من الخلاص والرزيز، وباقي الأصناف قليلة ولا تشكل نسبة تذكر في حجم المنتج.
وأشار إلى أن الأسعار في سوق الأحساء شهدت العام الحالي انخفاضا حادا فقد انخفض سعر الخلاص الأحسائي بنسبة 40% إذ بيع الكيلوجرام (غير المغلف) بسعر 2 ـ 3 ريالات، وبلغ سعر المن (240 كجم) حوالي 700 ريال مقابل (1000 ـ 1200 ريال) العام الماضي حيث كان سعر الكيلوجرام يتراوح بين 6 ـ 5 ريالات.
وأبان أن سعر تمر الرزيز الأحسائي بيع العام الحالي بريال واحد للكيلو، وأن المن بيع في بعض الأوقات بـ200 ريال أي بسعر أقل من ريال، ذلك مقابل 3 ريالات للكيلو، و700 ريال للمن العام الماضي، أي أن الانخفاض جاء بنسبة أكثر من57% أما باقي أصناف التمور فقد تراوحت نسبة الانخفاض فيها بين 50 ـ 60%.
من جانبه أوضح المستثمر علي الجراش أن التمور التي تسوق في سوق الدمام المركزي أغلبها قادمة من والقصيم، وقليل جدا من القطيف. وأشار إلى أن سعر الصندوق وزن 8 كيلوجرامات يباع بسعر 30 ريالا لتمر الخلاص الأحسائي، مقابل 40 ريالا العام الماضي، في حين استقر سعر خلاص القصيم خلال العامين الحالي والماضي عند سعر 140 ريالا، والحال نفسه للبرحي القصيمي عند 65 ريالا، والرزيز عند 50 ريالا، وعجينة التمر عند 70 ريالا، في حين انخفض سعر تمر (نبوت السيف) إلى 50 ريالا، بعد أن كان سعره 90 ريالا العام الماضي، بينما انخفض سعر الصقعي من 90 ريالا للصندوق في العام الماضي إلى 75 ـ 80 ريالا هذا العام، والسكري القصيمي من 105 ريالات للصندوق إلى 100 ريال.
وأكد أن تمر الصفري هو الوحيد من بين التمور المعروضة في السوق الذي شهد ارتفاعا في سعره من 35 ريالا إلى 50 ريالا.
وقال الجراش إن بعض أنواع التمور القادمة من القصيم تتسم بأن أسعارها أعلى من سعر منتج الأحساء، حيث يصل إلى 140 ريالا للصندوق في سوق الجملة، كما هو حاصل بالنسبة للخلاص القصيمي، والذي قد يزداد ذلك السعر في سوق التجزئة .