أحبطت السلطات الأفغانية محاولة اغتيال النائب الأول للرئيس الأفغاني، محمد قسيم فهيم، بهجوم انتحاري خططت له شبكة سراج حقاني. وقال نائب الاستخبارات الأفغانية، لطف الله مشعل، للصحفيين في كابول أمس: "لقد تمكنا من إحباط العملية واعتقلنا خمسة عناصر من شبكة حقاني التي تتخذ من منطقة القبائل الباكستانية الحدودية مقراً لها، قبيل تنفيذهم للعملية في منطقة موسا يي شرقي كابول"، إلا أنه لم يكشف مزيدا من التفاصيل حول هوياتهم لأسباب ودوافع أمنية.

وأضاف مشعل أنه تم اعتقال متشددين آخرين من شبكة حقاني أيضا، ذات صلة بتنظيم القاعدة كانا يخططان لمهاجمة القصر الرئاسي، ولم يشكف عن اسميهما.

في هذه الأثناء تسلمت وزيرة الإعلام الباكستانية السابقة شيري رحمن تهديدا من مجهولين بالقتل إثر اغتيال حاكم إقليم البنجاب السابق سلمان تأثير. وأعلمت شيري الشرطة بأن حياتها في خطر شديد وطلبت منها توفير الحماية اللازمة وسيارة مصفحة، وقرر وزير الداخلية رحمن ملك تقوية الحراسة الأمنية عليها.

وفي ولاية وردك الأفغانية قتلت قوات أطلسية اثنين من المدنيين بدعوى أنهما من طالبان. كما قتلت ثلاثة أخرين في منطقة ناوار النائية بإقليم غزني. وندد حاكم مديرية ناوار، خدايداد عالمي، بالعملية وقال إن القتلى من المدنيين ولم تكن لهم أية علاقة بالمجموعات المسلحة.

إلى ذلك تسعى أسرة الأفغاني جول رحمن، الذي اعتقل في 29 أكتوبر 2002 وتوفي في 20 نوفمبر من نفس العام، في سجن "حفرة الملح" أحد سجون الـ"سي آي إيه"، القريب من مطار كابول، لاستعادة رفاته من قبره للصلاة عليه ودفنه طبقاً للشريعة الإسلامية. وأشارت الأسرة إلى أن جول تعرض للتعذيب وترك عارياً في البرد القارس في السجن. وتشير تقارير الـ"سي آي إيه" إلى أن جول كان يعمل كحلقة وصل بين شبكة حكمتيار وتنظيم القاعدة وأنها تتبعت هاتفه الجوال على أمل الحصول على معلومات حول مكان حكمتيار، إلا أن جول رفض التعاون مع المحققين الأميركيين، مؤكدة أنه توفي جراء انخفاض درجة حرارة جسمه.

من جهة ثانية اعتبرت طالبان أن "الإعلان عن إبرام اتفاقية مع الزعماء المحليين" في ولاية هلمند الذي ينص على ترتيب المشاريع التنموية مقابل وقف هجمات الحركة وعملياتها، دعايات إعلامية فارغة تهدف للتستر والإخفاء على فشل القوات الأجنبية والأفغانية في مجابهتها وخاصة في المناطق النائية.

وقال المتحدث باسم حاكم إقليم هلمند، داود أحمدي، إن الاتفاقية تنص على أن لا يسمح لشيوخ المنطقة لعناصر طالبان غير الأفغان بدخولها إلى جانب منع طالبان من القيام بهجمات في المنطقة بينما ستنفذ الحكومة مشاريع تنموية كمستشفيات ومدارس وإصلاح الطرق وأن لا تقوم القوات الأجنبية بعمليات عشوائية بالمنطقة دون التنسيق مع القوات والسلطات والزعماء المحلييين.

وفي باكستان سادت أجواء الحداد والاستنفار أمس قبل مراسم تشييع حاكم البنجاب سلمان ثأثير (66 عاما) الذي اغتيل أول من أمس على يد أحد حراسه.

وكشف تقرير الطب الشرعي أن حاكم البنجاب قتل بـ27 رصاصة وليس 9 رصاصات وأن حارسه أطلق عليه النار من الخلف. وشكلت الحكومة الاتحادية لجنة للتحقيق كشفت أن الحارس ينتمي لمنظمة متطرفة وأن جهاز المخابرات أوصى بعدم استخدامه في حراسة الشخصيات السياسية الهامة ولكن شرطة البنجاب استخدمته مرة لحماية رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ومرة أخرى لحماية حاكم إقليم البنجاب السابق حيث اغتال الأخير. وتحقق اللجنة في السبب الذي جعل شرطة البنجاب تستخدم ذاك الحارس و11 آخرين في قوات الأمن رفيعة المستوى لحماية الشخصيات السياسية الهامة.

كما أعلنت الحكومة الاتحادية حالة استنفار في كافة المدن الباكستانية الكبرى خوفا من وقوع مزيد من أعمال العنف .

وبدأت أمس القوات الأفغانية حملة مدنية وعسكرية بالمشاركة مع القوات الدولية تستهدف مسلحي طالبان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال ظاهر عظيمي: إن"عملية أوميد انطلقت عام 2011 وستجرى بشكل أساسي في الأقاليم الجنوبية والشرقية المضطربة بأفغانستان".

وقال عظيمي: إنه من المقرر أن تمتد عملية أوميد، وتعني الأمل بلغة الداري لـ18 شهرا وتهدف إلى تطهير مناطق من مسلحي طالبان وترسيخ الأمن بها.