لم تكن المباراة الودية الأخيرة التي خاضها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام أنجولا أمس باستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، أفضل حالاً من اللتين خاضهما قبلها أمام منتخبي العراق والبحرين، إلا أنها واصلت كشف عيوب الأخضر الذي يستعد للمشاركة في بطولة أمم آسيا التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 7-29 يناير الحالي، حيث لم يخف التعادل الذي انتهت عليه المباراة، الأداء غير المتوازن الذي كان عليه الأخضر والتباعد الواضح في خطوطه الثلاثة وكذلك غياب الانسجام بين العناصر الكثيرة التي دفع المدرب بيسيرو بقصد التجريب رغم الأيام القليلة التي تبقت على انطلاقة البطولة والمباراة الافتتاحية للمنتخب أمام سورية الأحد المقبل.
ورفض لاعبو الأخضر منح جماهيرهم أي إشارة مطمئنة على صعيد الاستعداد للبطولة قبل المغادرة إلى العاصمة القطرية الدوحة.
شهد الشوط الأول للمباراة بداية طيبة للمنتخب السعودي، ففي الدقيقة الثالثة لاحت أول فرصة له عن طريق رأسية المدافع أسامة المولد التي اعتلت العارضة وكذلك محاولة اللاعب نفسه في الدقيقة العاشرة بضربة رأسية مشابهة للأولى ضلت طريقها للمرمى.
وعاد لاعبو الأخضر للتراجع بعد ذلك دون مبادرات هجومية، وبدا واضحاً افتقاد التشكيلة إلى الترابط خصوصاً بين خطي الوسط والهجوم، في المقابل تميز لاعبو أنجولا بالسرعة والانتشار وتضييق المساحات على لاعبي الأخضر لكن دون تشكيل خطورة تذكر على مرمى وليد عبدالله الذي لم يختبر بأي كرة طوال هذا الشوط بعدما تكفل قلبا الدفاع أسامة هوساوي وأسامة المولد بإبطال كل الكرات قبل أن تصل إلى مرحلة الخطورة.
انحصرت هجمات المنتخب السعودي القليلة على تحركات نايف هزازي في المقدمة ومن خلفه الأفضل حركة في خط الوسط، محمد الشلهوب، لكنها كانت تفتقد إلى الدقة والسرعة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
في الشوط الثاني أجرى مدرب الأخضر، البرتغالي بيسيرو سلسلة من التغييرات أدت إلى نشاط قليل وسط الملعب بسبب تحركات البديل عبده عطيف لكنها لم تشكل الخطورة المنتظرة على المنتخب الأنجولي الذي سعى مدربه إلى عزل خط المقدمة تماما عن الوسط ونجح كثيراً في ذلك ما أخرج المهاجم ناصر الشمراني عن طوره في حالة استوجبت منحه البطاقة الصفراء من قبل الحكم الكويتي وليد الشطي اللاعب ناصر الشمراني، خصوصاً عقب تفرغ الأخير لمناوشات جانبية مع أحد المدافعين.
وكاد الشمراني نفسه أن يصيب مرمى الضيوف بعدما واجه الحارس الأنجولي بكرة تبادلها مع أحمد عطيف قبل أن يركنها بين يدي الحارس الأنجولي.
ونجح المنتخب الأنجولي في اجبار المنتخب السعودي على لعب الكرة في ملعبه فقط، ساعده في تحقيق هدفه، اللياقة العالية للاعبيه وتمركزهم الجيد، بجانب تراجع لاعبي الأخضر كثيراً وهبوط المؤشر اللياقي لدى بعضهم.
ومواصلة لسياسة التجريب في المباريات الودية والتجريبية، منح بيسيرو فرصة المشاركة للعائدين من الإصابة، حيث أشرك سعود كريري وحسن معاذ ومهند عسيري وإبراهيم غالب.
وساعد مهند عسيري، المنتخب الأنجولي في تنفيذ مخطط الخروج بالتعادل، حينما فشل في ترجمة تمريرة تيسير الجاسم داخل منطقة الجزاء إلى هدف بسبب تسرعه.
كما حاول نايف هزازي زيارة المرمى الأنجولي بعدما ارتقى لكرة عالية حولها برأسه على يسار الحارس، لكنها مرت بمحاذاة القائم الأيسر.
وقام الحكم بطرد اللاعب الأنجولي داكوستا في الوقت الضائع لنيله الإنذار الثاني، قبل أن ينهي اللقاء بالتعادل السلبي.