في زمن لا يرحم، لا يرحمُ الفنان الكبير المصري حسن حسني نفسه، بكل صدق تجد هذا العجوز في أغلب ما تبثه قنوات النايل سات، فاته القطار صغيراً فأصبح القطار الآن لا يمشي إلا وهو في قمرة القيادة، بدأ حياته السينمائية عجوزاً وشاب جيل النجوم الصغار وماتوا وما زال يناضل مع كل جيل صغير، لم يكن صغيراً في سنه وهو أهم رجل في (زوجة رجل مهم) مع النجم الصاعد حينها أحمد زكي، أو في دوره غير البريء في فيلم (البريء) مع الممثل ذاته، لم يقدم حسن حسني فيلما مهما له في حياته، ولكنه كان أهم ممثل في كل فيلم مثّل فيه، لم يكن نجماً يسند له دور البطولة بل سماء لكل نجم، حسن حسني كان يبحث عن فرصة حتى وصل لمرحلة أنه لا يرد أي فرصة تصل إليه، سيمثل مع أي إنسان حتى لو مجنونا، فقط عليه أن يأتي بسيناريو وكاميرا وأجر!
حسن حسني لا تعلم متى يلتقط أنفاسه.. أتوقع أنه لا يلتقطها أصلاً، في العقدين الأخيرين هو أيقونة نجاح لكل شباب وشابات الفن بمصر بلا استثناء، بل الاستثناء أن ينجح فيلم لا يوجد فيه حسن حسني ـ النجاح بمعنى أن يباع الفيلم عبر الشباك والقنوات ـ هذا النجاح الذي جعل حسن حسني أيقونة و(ليموزين) في الوقت نفسه!
مرة واحدة جرب فيها حسني البطولة عبر فيلم فاشل جداً اسمه (الديكتاتور) لم يفعل فيه شيء سوى أنه صدق أنه يصلح بطلا من فرط مهمته الأثيرة في مساندة أبطال الأفلام.
حسن حسني اليوم لا يمثل بل يركض في كل اتجاه.. من فيلم إلى مسلسل إلى مسرحية، لا يجد وقتاً لعمل لقاء تلفزيوني أو صحفي، فليس في ذلك رائحة الجنيهات!
حسن حسني اليوم يعطي الكاميرا ما تشتهي عبر دوره الدائم كأقوى ممثل مساند على وجه الأرض وليس السينما المصرية فقط!
اليوم ما عليك سوى أن تقلب الريموت على أي قناة أفلام أو مسلسلات أو قناة حكومية وعامة، ستجد حسن حسني أمامك، وستجده بجوارك، ولو قررت أن تمثل معه لن يرفض، فقط عليك سيناريو وكاميرا وأجر!