بصورة تبدو مختلفة، يبدو أن سمو الأمير الوليد بن طلال، يعيش رسالة الابتزاز التي كان عليها ستراوس كان، رئيس صندوق النقد الدولي. والمرأة التي تبدو في الواجهة ليست سوى دمية في يد فرقة محترفة من تلك المافيا التي تستهدف ابتزاز المشاهير ورجال الأعمال كي يدفعوا بأموالهم اتقاء لتهمة كاذبة. وفي نهاية المطاف، ماذا كسب ستراوس كان وهو يعود لباريس بالبراءة المكتملة وماذا سينفعه اعتراف موظفة سمراء في فندق نيويوركي بأن دعواها ضده كانت اختلاقا ولكن بعد أن أعدمت تقريبا مستقبله العملي والسياسي. وبحسب تقرير إخباري لقناة (ABC) الأميركية فإن هذا النمط الجديد من الابتزاز يبدو صناعة رائجة في العقد الأخير.

وبحسب التقرير فإن ما يربو على مئة رجل أعمال أميركي ذهبوا للمحاكم بتهم مماثلة وحصلوا على البراءة ولكن الصورة المعاكسة تبرهن رواج الصناعة في الوصول للأهداف إذ يذكر ذات التقرير أن مئات آخرين من السياسيين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات ونجوم الفن قد دفعوا من جيوبهم تحت الطاولة وخارج المحكمة رغم براءتهم لكي ينقذوا مستقبلهم العملي الذي سيتأثر تحت ضغط الإعلام وهم في الإعلام وهم في الأساس لن يغامروا بأسمائهم أمام هذا النمط من المافيا الجديدة.

ومن الجميل أن سمو الأمير الوليد بن طلال كان يحتفظ في ملفاته بكل تفاصيل حياته اليومية وتنقلاته بما فيها عقود الحراسة حتى فاتورة المطعم ورقم الغرفة الفندقية ولكم أن تتصوروا أن تهمة الابتزاز ضده اليوم تحيا بعد أن قالت هذه المافيا إنها تمت في عام 2008.

كانت هذه المافيا تراهن على موت التفاصيل واندثار البراهين ولكن يبدو أن مكتب الأمير كان في دقة التنظيم لأنه يعرف مسبقا أنه سيكون هدفا سمينا وأن هذه المافيا تراهن على إحياء قصة ميتة. وبالمناسبة فإن واحدا من أشهر أثرياء الهند يحتفظ بجدول حياة يومي وموثق بالشهود والفواتير والتذاكر وحتى التصوير، لدرجة أنه يشترط خدمة ـ ذكورية ـ خالصة في كل مكان يذهب إليه.