أكد نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، أن الوزارة تعكف على إنشاء هيئة مستقلة للتعليم لإعداد معايير للمناهج والمعلم ومدير المدرسة، وليس لها علاقة بالجهات المنفذة، سواء كانت الوزارة نفسها أو القطاع الخاص. وأشار إلى أن هناك توجها لتحديد مدرسة في كل حي، تكون مركزاً يعنى بالشؤون الثقافية والترفيهية والتوعوية والدينية، يمتد دوامه إلى المساء، ويتم التنسيق مع الجهات الأمنية لتوفير عوامل النجاح لهذا التوجه. وقال السبتي إن كل هذه الخطوات الإصلاحية لتفعيل دور الوزارة في أمن المجتمع وتنميته.

جاء ذلك في ورشة عمل عقدت أمس بعنوان "أدوار عناصر المنظومة التربوية في مجال التوعية الأمنية" ضمن ندوة المجتمع والأمن في دورتها السادسة بعنوان "التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام"، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض، وتنظمها كلية الملك فهد الأمنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

واعتبر السبتي أن اختيار المعلم الصالح أهم من وضع الأنشطة والمقررات، لذلك فلن تتهاون الوزارة في اختيار المعلم الكفء، لأن البعض يعتقد أن الوزارة من مهامها توظيف الخريجين، لكنها ليست جهة توظيف.

وأشار السبتي إلى أن هناك أدواراً متعددة مطلوبة من المدرسة، ليست ضمن المتطلبات الأساسية للعملية التربوية، رغم أن وقت المدرسة قصير، ومتطلبات المقررات كثيرة، وهناك أدوار على جهات أخرى غير المدرسة، لذلك من التوصيات التركيز على إعداد المعلم الصالح للوصول إلى الطالب الصالح.

كما تحدث السبتي عن تجربة أجرتها إدارة التعليم في الجوف حدت كثيراً من ظاهرة التفحيط بالمنطقة، إذ وضعت الإدارة قسماً بصياغة معينة لجميع الطلاب، وأقسم طلاب الثانوية في المنطقة على ترك هذه العادة السيئة، وبارك أمير المنطقة هذا الحدث، وكانت له نتائج ممتازة في الحد من ظاهرة التفحيط والسرعة.

وتناولت الجلسة الأولى للندوة الحديث عن التوعية الأمنية، وبناء الخبرات، طالب فيها الدكتور يحي اليوسف من جامعة تبوك بمنهج مستقل بعنوان التربية الأمنية محدداً الأهداف والمحتوى، وتخطيط مجموعة أنشطة تنفذ خلال المناهج البيئية عبر مقررات الدراسية المختلفة.

وأشارت دراسة اليوسف وهي بعنوان "واقع التوعية الأمنية في مناهج المدرسة الثانوية من وجهة نظر المعلمين بمنطقة تبوك" إلى جوانب القصور في التوعية الأمنية في تخطيط الأهداف العامة للمناهج بالمرحلة الثانوية، وندرة صياغة المعلمين بالمرحلة الثانوية إلى أهداف ترتبط بالتوعية الأمنية.

وأوصت الدراسة التي قدمتها المستشارة التربوية الدكتورة رقية المعايطة بعنوان "مفاهيم التوعية الأمنية وبناء الخبرات في مناهج التعليم العام" إلى إعادة النظر في مناهج التربية الوطنية في التعليم العام، وإيجاد برامج إثرائية لها مناهج يهدف إلى إعادة التوازن بين مجالات الأمن الوطني الشامل ومفاهيمه الأساسية مراعية الخلفية المعرفية للمتعلمين والفروق الفردية بينهم وفق أعمارهم وأنماط تعليمهم المختلفة .

ودعا العقيد عبدالعزيز النفيعي في ورقته "مجالات التوعية الأمنية في مناهج التعليم العام" إلى إجراء دراسة ميدانية عن مجالات التوعية الأمنية في مدارس البنات على إدراج المفاهيم والمجالات التي طرحت في الدراسة في المناهج والأنشطة الصفية وغير الصفية واستقطاب خبراء أمنين للحديث في المدارس لتوعية الطلاب.

وطالبت المشرفة التربوية أسماء الملا من الأحساء بالاهتمام بالتنمية المتكالمة للطلاب والطالبات من جميع النواحي للتغلب على السلوكيات الخاطئة والاهتمام بثقافة الحوار، فيما دع مدير المناهج في الوزارة صالح الشايع إلى إيجاد دبلوم تربية الأمن والسلامة للمعلمين والمعلمات وإيجاد شراكة حقيقية بين الوزارة والكلية الأمنية، وتفعيل هذه الشراكة.

من جانبه، قال رئيس حلقة النقاش، مدير جامعة الإمام الدكتورسليمان ابا الخيل "الرجال والنساء سواسية في المداخلات وللأنثى ما للذكر". وحظيت الندوة بمداخلات عديدة نالت استحسان الحضور.

وقال أبا الخيل في تصريح صحفي إلى "الوطن" على هامش الندوة إن المحاضرات والندوات خطوة في الإتجاه الصحيح ومحاولة تستحق الإشادة للكلية الأمنية ووزارة التربية والتعليم لتحقيق الأمن الشامل. واعتبر المعلمين في التعليم العام والعالي الركن الأساس وقطب الرحى في العملية التعليمية، وطالبهم بضرورة معرفة أهم الطرق وأيسرها لتعليم الطلبة كيفية المواطنة الحقة وتقوية الأمن الفكري والعقدي، داعياً إلى تنظيم المناشط اللامنهجية بشرط أن يقوم عليها أشخاص معروفون بالتفكير السوي الوسطي.

وطالب الأستاذ في الجامعة الإسلامية عبدالله الشريف بضرورة تنشيط المسرح من جديد وتفعيل دور الإذاعة المدرسية بما يحقق الأهداف المنشودة منها وإيجاد أخصائيين نفسيين، متسائلا عن المسؤل في صياغة الفكر هل هو التربوي أم السياسي أم المثقف أم الإعلام بكافة اطيافه.

وقدم المقدم فهد بن سليمان القرطون في دراسته التي قدمت بعنوان "أثر المدرسة في تفعيل دور طلاب المرحلة الثانوية لمواجهة الإرهاب" بعض التوصيات للطلاب والطالبات لمواجهة الإرهاب في مجتمعنا مثل تخصيص درس أسبوعي لكل مادة خاص بحوار المعلم مع الطلبة داخل الفصل حول قضايا ومشكلات وطنية.