"يا إخوان.. عليكم بالرفق والستر وهذا ما نلمسه من الرئاسة" بهذه الكلمات استهل أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خطابه لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزاد "أنتم مسؤولون ورجال حسبة، والحسبة في الماضي تشمل العديد من الخدمات المقدمة للناس"، مشيرا إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكونا كما جاء في القرآن الكريم، وما جاء في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس اختتام فعاليات معرض وملتقى "خير أمة" الثالث الذي نظمته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمركز معارض الرياض الدولي واستمر أسبوعا.

وأضاف الأمير سلمان في كلمته أن الدولة السعودية قامت منذ نشأتها على العقيدة الإسلامية والحكم بالشريعة التي طبقها المؤسس الملك عبدالعزيز وسار أبناؤه الملوك على خطاه، لافتا إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين الهيئة وأجهزة الدولة كافة وجعل ذلك المجتمع كله يتعاون على البر والخير.

من جانبه، دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في كلمته أعضاء الهيئة إلى أن يرحموا المجرم الذي يغلب عليه الشيطان وأن يكونوا عونا له لتخليصه من الغواية بدلا من إضافة القسوة عليه، وأضاف "يجب على رجال الحسبة أن تكون علاقتهم بالناس قوية لأن هدفهم الإصلاح"، وزاد "ليس الآمر بالمعروف بمتسلّط ولا منتقم وشخصيته رحيمة ويسعى للإصلاح".

من جانبه قال الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة الشيخ عبدالعزيز الحمين "أعلى الله شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأمر الأمة المسلمة بإقامته وجعله أساسا من أسس الخيرية وسبباً من أسباب الاستخلاف والأمن في الأرض وواجباً من أهم الواجبات على من ملّكه الله أمر الأمة أو امتلك القدرة باليد أو اللسان أو القلب وستبقى هذه الشعيرة العظيمة في كل زمان ومكان شاهدا من شواهد عظمة هذا الدين وشموله".

ولفت إلى أن الهيئة تجسد الأنموذج المعاصر لتطبيقات شعيرة الحسبة في مجالات الأمن العقدي والفكري والأخلاقي.

وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين سخرت أنظمتها وسياساتها لتقديم المعروف وبذله للناس في المساجد والمدارس، والتربية والتوعية في كافة المؤسسات، وأنشأت وزاراتٍ مختصة بذلك، ومن هنا" فأننا نؤكد ومن خلال اطلاعنا على بعض الظواهر السلبية التي تهدد عقائد شبابنا وأفكارهم وسلوكياتهم أن الحاجة ماسة إلى تجديد الشراكة والتنسيق".

ودعا الشيخ الحمين إلى أن يكون الشعار "الشراكة نحو تعزيز القيم" في مجالي البناء والصيانة، فكل أمة من الأمم تتقدم أو تتأخر بقدر ما تقدمه في مجال تسخير المعارف والتقنيات لخدمة أخلاقها وقيمها الرئيسة، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تصدير الثقافات والقيم والسعي الحثيث لتحقيق الهيمنة الثقافية عالمياً.

من جهته، قال المدير العام لفرع الهيئة بالرياض الشيخ عبدالله الشثري في كلمته إن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه المرحلة تستوجب منا التنوع في الطرح ووسائل الإصلاح واختيار الأسلوب الأمثل لهداية الناس، ومن هنا كانت الرغبة في تكرار الملتقى، كونه يستهدف كافة شرائح المجتمع ويجعل الهيئة أكثر تواصلا معهم وأقدر على أداء رسالتها تجاههم.

وكان الأمير سلمان قد تجوّل في المعرض واطلع على محتوياته، وفي ختام الحفل كرّم الجهات المشاركة.