ما وراء الأحداث هو المصالح وعبر التاريخ.. لا تغامر الدول الكبرى في حروب إلا إذا كانت هناك غنائم تتقاسمها شركات تلك الدول.

تلك هي لعبة الأمم لا أخلاق في المصالح كل هذا جال في تفكيري وأنا أرى كاميرون وساركوزي يخطبان في ثوار ليبيا الذين يهتفون لهم.. صحيح أن مصالحهم تلاقت ولكن الأهداف متباعدة فأوروبا المترنحة من أزمة الديون تريد أن تغذي اقتصادها عبر عملية إعادة بناء ليبيا وهي عملية ضخمة ومكلفة ومفيدة لعشرات الشركات الأوروبية التي نحرها الكساد. فبريطانيا ،التي تغرق في جبل من الديون تشير أكثر التقارير تفاؤلا إلى أنها تخطت ترليون جنيه وأعلن رئيس وزرائها عن أضخم خطة تقشف في تاريخها، أخذت الإذن من أميركا لتضع أقدامها كمستعمرة في أفريقيا كي لا تنفرد فرنسا وإيطاليا بالغنيمة الليبية. أوروبا التي يصارع اتحادها النقدي سكرات الموت وضعت يدها على دولة عربية غنية كما وضعت الولايات المتحدة يدها علي خيرات العراق الذي أهدر من أبريل2003 أكثر من360 مليار دولار وجاء ترتيبه في مركز متأخر للغاية في تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام2010 حيث كانت مرتبته 127.

انهيار الاقتصاد في الدول العظمى فرض شكلا جديدا من أشكال تمدد الدول وخلق موارد جديدة بالقوة حتى وإن كان عنوان ما يحدث هو الحرية ونشر الديموقراطية. الحرية هي التي سوغت لأميركا فتح سوق لشركاتها في العراق، والحرية هي التي أطلقت العنان للشركات الأوروبية للتنافس في ليبيا! ونحن نصدق أن ساركوزي الذي كان يترجى القذافي لشراء الإيرباص هو نابليون ناشر الحرية.

دولتان من الدول العربية البترولية الكبرى قسمتهما دول الاستعمار بينها.. والغريب أني لا أسمع أحدا يتحدث عن موالاة الكفار أو الاستعانة بهم؟ وخصوصا من كانوا يزبدون ويرعدون لوجود الأميركان في السعودية!

هل لهم أدوار فيما يحدث لا أعرف، ولماذا قتل بن لادن الآن؟ لا أعرف، ولماذا أزبد من أزبد، وأرعد من أرعد عندما أدب السعوديون الحوثيين؟ لا أعرف، إنها لعبة الأمم يا سادة - أتذكرون أمير الظلام ريتشارد بيرل وخطته؟.. لنا عودة.