لماذا يوجد لدينا مقاول بالباطن؟، ولماذا نشرب بكفنا ما دام الكأس موجودا لدينا؟ إن من سمح لمقاول الباطن قد أوجد سبيلا للذين يريدون الغنى الفاحش على حساب الجودة، فالأساس هو المقاول المعني بهذا المشروع، والموقع لدى الوزارة المعنية بهذا المشروع، فلماذا يناول هذا المشروع الذي كلف به لغيره كمقاول الباطن ليقوم بهذه المهمة؟ هل هذا المقاول لا يملك المعدات اللازمة للقيام بهذا المشروع؟ إذا عليه الانسحاب وإعطاء مقاول الباطن المشروع برمته وبدل ما يقال عنه مقاول بالباطن يقال عنه مقاول بالظاهر فإذا به مستفيدا من العملية، وهو بالفعل ما يحصل الآن في مشاريعنا. ما جنينا من مقاول الباطن إلا بنية تحتية متهالكة ومشاريع كلفت الدولة مليارات الريالات وهي لا تقارن أبدا بمشاريع لا تكلف البلدان الأخرى إلا ربع هذا المبلغ وعمرها الافتراضي يتعدى عمر مشاريعنا إن لم يكن بمئات السنين تكن بعشرات السنين لنلقي نظرة بسيطة ولنا بماضينا القريب جدا عبرة، مدينة جدة وهي ثاني أكبر مدن المملكة وما حدث بها ليس ببعيد، وتصريف مياهها، لقد غرقت أجزاؤها بلمحة بصر، وقتلت أنفس مع العلم أننا أقل دول العالم قياسا بما يهطل من كميات الأمطار، كالهند وتايلاند التي يدوم تساقط المطر بها أياما وشهورا وسبحان الله بعد هطول المطر تتمشى بشوارعها، ولا تجد نقطة ماء، هل هذا يعني بأنه قضاء وقدر، لا وألف لا، فهذا سوء إدارة مشاريع دفعت الدولة عليها مليارات الريالات، ولكن مسمى عقود الباطن هي التي أكلت الأخضر واليابس، وشوارع لا تعرف متى تفتح لتغلق بعد أقل من شهر للصيانة، ومشروع لرصف الحي الفلاني وهنا تبدأ معاناة قاطني الحي فما يكاد يهنأ المواطن المسكين بهذه الشوارع إلا جاء من يحفر.