بمشيئة الله تعالى.. ينوب سمو الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) أمير منطقة مكة المكرمة عن خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) غداً الثلاثاء 22 / 10 / 1432هـ بافتتاح مهرجان (سوق عكاظ) بنسخته الخامسة المطورة.. لتجمع أطياف الوسط الثقافي عل صعيد واحد وتربط الحاضر السعيد بالماضي المجيد.
تفتح آفاق المستقبل لفكر مستنير وإبداع مميز.. هذه إحدى حسنات القائد الفذ (الملك عبدالله) الذي وصفه ابنه (الفيصل) بأنه ملك مُعمّر للأوطان، وبان للإنسان، وداعٍ للحوار، وراعٍ للعلم والعلماء، والثقافة والمثقفين، والأدب والأدباء، إلى جانب عنايته بتراثنا الوطني وتشجيعه للمحافظين عليه.
إن إعادة الروح لسوق (عكاظ) بعد سُبات طال أمده منذ توقفه على أيدي الخوارج ردُّ اعتبار للتراث العربي الأصيل.. وتذكير الأجيال المعاصرة بما كان لأسلافهم من نتاج فكري وحضاري إنساني مبكر بالمقارنة بما كانت تعيشه شعوب أخرى من جهل وتخلف.
كان (سوق عكاظ) مجالاً لتبادل المصالح التجارية ومجمعاً لقبائل الجزيرة العربية، وميداناً لعمالقة الشعر وأساطين الخطابة وأساتذة النقد لعرض أفضل ما لديهم، فينال المميز منهم شهادة التقدير ووسام الشهرة وتسير بذكره الركبان.. وتتردد أصداؤه عبر الدهور. نعم كان للعرب وأسواقهم الكثيرة على امتداد جزيرتهم دور حضاري مشهود.. بيد أن (سوق عكاظ) كان الأشهر مكاناً وزماناً وحضوراً. ويكفيه شرفاً أن أفضل خلق الله الرسول المجتبى والنبي المصطفى (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم قد ارتاده داعياً إلى الله تعالى، ومؤلفاً لقلوب الناس لاعتناق الإسلام ونبذ الشرك، والخروج من الظلمات إلى النور. أما حجب جائزتي شاعر (عكاظ) وشاعر الشباب هذا العام لعدم رقي ما عُرض على لجان التحكيم للوصول إلى المستوى المطلوب فإنه قوةٌ للجائزة ودافعٌ للشعراء المبدعين وبخاصة السعوديين للتنافس مستقبلاً، وتقديم أفضل ما لديهم مقارنةً بالمعلقات والمذهبات التي أفرزها سوق (عكاظ) القديم . حيا الله (أبا متعب) ربان سفينتنا إلى برالسلامة والأمان والحياة الكريمة.. وبارك جهود (أبي بندر) التي لم تتوقف ومنها هذا العطاء المتجدد.
وشكراً للقائمين وراء السوق والمشاركين فيه وأهل الطائف المأنوس على حسن التنظيم وكريم الاستقبال.