تعيش فرق دوري زين للمحترفين حالة من الترقب مع اقتراب بدء فترة الانتقالات الشتوية للموسم الحالي في العاشر من يناير الحالي، في وقت تبرز فيه تساؤلات كثيرة عن كم الأموال التي ذهبت سدى في تعاقدات دون المستوى، وعما إذا كانت الأندية المحلية قد استفادت من دروس الماضي وتجنبت الوقوع في مطبات السماسرة والركون إلى أوراق السير الذاتية دون أن تعتمد آليات جديدة في استقطاب اللاعبين المحترفين.

وفتح مسؤولو تلك الأنديـة والقائمـون على أجهزتها الكروية وبالتشاور مع الأجهـزة الفنية، أبواب "التقييم" قبل وضع النقـاط على الحروف بشأن هويات العناصرالأجنبـية التي سيتم الاستغناء عنها في المرحـلة المقبـلة، ومن ثـم البحـث عن أسماء جديدة قـادرة عـلى تدعيم صفـوف الفريق ومنحـه الإضـافة الفنية المرجوة في القادم من المنـافسات.

وتأتي قناعات كثير من المدربين الذين يقودون الأندية السعودية وراء عملية "تغيير الجلد" المنتظرة، وبدرجة أقل رغبات مسؤولي الأندية في ضرورة استبدال محترفيها، بالإضافة إلى وجود عروض خارجية مغرية لبعض البارزين منهم كلاعب الهلال، الروماني ميريل رادوي.

وينتظر أن تشهد فترة الانتقالات تخلي الأندية عن عدد ليس قليلاً من لاعبيها الأجانب والبحث عن بدلاء لهم، بعد أن كانت تتأمل تقديمهم العطاء الفني المتوافق مع ما تم دفعه من مبالغ طائلة في سبيل جلبهم للعب في دوري زين، وفي الوقت الذي تبدي بعض الأندية رضاها عن محترفيها الأجانب سيطال قرارالاستغناء في أندية أخرى لاعباً أو اثنين وإن كانت المؤشرات الأولية تستبعد تماماً استغناء أي ناد عن جميع محترفيه الأربعة.

وقاربت القيمة المالية التى تكبدتها الأندية السعودية للتعاقد مع 53 محترفاً أجنبياً أو التجديد لبعضهم قبل إنطلاق الموسم الجاري نحو 98 مليون ريال، ويتوقع أن يتجاوز الرقم الجديد سابقه إلى الضعف خلال تعاقدات فترة الانتقالات الثانية.


مسألة وقت

في الوقت الذي تأكدت فيه مغادرة بعض الأسماء المحترفة ، بحسب ما أعلنه مسؤولو بعض الأندية دون أن يفصحوا عن هوياتهم، أوبات رحيل أسماء أخرى مسألة وقت بحسب مردودهم الفني خلال المرحلة السابقة في المسابقة، إلا أن الجزم بإلغاء معظم تلك التعاقدات سيكون ضرباً من الخيال، ففي النهاية ستحكم تلك القرارات أمور فنية تخص الجهاز الفني وأخرى مادية تخص إدارات الأندية المعنية.

ورغم تداول النقاد الرياضيين لأسماء معينة تتصدر قائمة المرشحين لمغادرة فرقهم وترديد وسائل الإعلام لأخرى في طريقها للدوري السعودي، إلا أن الصبغة الرسمية لمثل تلك الأقاويل لاتزال غائبة ولم يعلن أي نادٍ بعد عن استغنائه عن أي من محترفيه أوتعاقده مع أي اسم ربما باستثناء الشباب الذي سرّح رسمياً مهاجمه الأوروجوياني خوان أوليفيرا، وستكون الفترة المقبلة بمثابة "الترقب" في انتظار ما تحمله ملفات تلك الأندية من أسماء جديدة للاعبين أجانب.


موجة انتقاد

وضعت أحداث الجولات المنقضية من عمر دوري زين للمحترفين عدداً من الأسماء الأجنبية في طريق موجة من الانتقادات بسبب ظهور أصحابها بأداء متذبذب وغير مقنع، وهو ما دفع النقاد الرياضيين والجماهير إلى ترشيحهم لمغادرة فرقهم مع وصول فترة الانتقالات الشتوية، وسيكون من أبرز الموضوعين على القائمة الجزائري عبدالمالك زيايه والبرتغالي نونو أسيس (الاتحاد)، والبرازيليان واندرسون ومارسينهو (الأهلي)، والروماني رازفان والأسترالي جوناثان ماكين (النصر)، والكوري الجنوبي سونج جونج (الشباب)، بجانب البرازيلي ثياجو نيفيز والروماني ميريل رادوي اللذين سيكون رحيلهما عن فريقهما الهلال، إن حدث، لأسباب غير فنية.





اختيارات مثالية

من الأمور اللافتة للنظر أن الأندية ذات الإمكانات الأقل مادياً وجماهيرياً أصبحت تتفوق في اختياراتها الاحترافية الأجنبية دون أن تتكبد خزائنها تلك الأرقام المالية العالية التي تصرفها الأندية الكبيرة بسخاء، وبالنظر إلى فرق مثل الفيصلي ونجران والرائد والقادسية، نجد أن محترفيها الأجانب يشكلون ثقلاً فنياً واضحاً، وخاصة في الفيصلي الذي وضع رباعيه الألباني ميخين ميميلي والكرواتي داريو جيرتك والسنغالي بابا ديوب والسوري وائل عيان، فريقهم في موقع متقدم في سلم ترتيب فرق دوري زين رغم حداثة تجربته وكونه صاعدا للتو من دوري الأولى.


تعزيز الصفوف

ويتوقع أن تضخ الأندية الكبيرة مبالـغ ماليـة أكبر في الأيام القليلة المقبلة لاستقطاب لاعبين من أصحاب المستويات العالية يملكـون القدرة على تعزيز حظوظهم في الظفر بالألقاب وسط المنافسة القوية التي يشهدها دوري زين، وهو الأمر المتوقع تكراره في بقية المسابقات المحلية هذا الموسم، دون أن نغفل أمر مشاركة أربعة أندية محلية (الهلال والاتحاد والشباب والنصر) في دوري أبطال آسيا وتطلعها لتحقيق نتائج ايجابية.

وفي الوقت ذاته تعاني بعض الأندية التى لا تملك رعاة رسميين أو داعمين مؤثرين، في إبرام صفقات جديدة بسبب الدخل المادي الضعيف، مما يجبرها غالباً على الاحتفاظ بلاعبيها أو إلغاء تعاقداتهم وجلب آخرين أقل سعراً، بجانب اعتمادهم على اللاعبين المحليين ومنحهم فرصة أكبر.


معضلة الانسجام

تحولت فترة الانتقالات الشتوية ومنذ تطبيقها في الملاعب السعودية، إلى "طوق نجاة" لبعض الأندية للخروج من "مطب" سوء الاختيار الذي رافق تعاقداتها في بداية الموسم، وهو مايؤكده اللاعب السابق والمحلل الرياضي حمد الدبيخي الذي أوضح لـ"الوطن" أن فترة الانتقالات المقبلة "تنتظرها بعض الأندية بفارغ الصبر بينما هناك أخرى تفضل الاستقرار بالإبقاء على محترفيها".

ويرى الدبيخي أن لتلك الفترة وجهاً إيجابياً، وآخر سلبيا "هناك أندية مضطرة لتصحيح وضعها في منافسات الموسم بتعزيز مراكز معينة تعاني من ضعف بجلب لاعب محترف أجنبي بمستوى عالٍ، الأهلي مثلاً من بين تلك الأندية وهو بحاجة إلى بعض اللاعبين في بعض المراكز، أيضاً الانتقالات الشتوية تمنح الفرصة لمغادرة محترفين رغم تمسك أنديتهم بهم، بسبب تلقيهم عروضا أخرى أفضل، كما هو الحال مع الهلال، لذلك سيكون النادي مضطراً لجلب لاعبين آخرين بنفس حجم وقيمة أو ربما أكثر من اللاعبين السابقين".

ويشير الدبيخي إلى أن الجانب السلبي يتمثل في أن فترة الإعداد للاعبين الأجانب المحترفين في الفترة الصيفية أي قبل بداية الموسم تكون أفضل. "اللاعبون الذين تتعاقد معهم الأندية في منتصف الموسم قد لايجدون الانسجام المطلوب مع نظرائهم المحليين"، ويضيف "كثير من الأندية ستبحث عن تصحيح وضعها من خلال جلب لاعبين آخرين أفضل، ومنها تلك التي ستشارك خارجياً في دوري أبطال آسيا وخاصة الاتحاد والنصر، فهما يحتاجان عناصر أفضل من الموجودين حالياً، أما الأندية التى قد لا يكون طموحها لتحقيق الدوري أو إحدى بطولات هذا الموسم فقد تكتفي في الفترة الشتوية بتغيير لاعب واحد فقط، إذا علمنا أن الإمكانيات المادية لا تساعد بعض تلك الأندية".

ويختتم الدبيخي حديثه بالتشديد على أن تُحسن إدارات الأندية الراغبة اختياراتها قبل إبرامها لأية صفقات مع لاعبين أجانب خلال الفترة الشتوية، مبرراً ذلك بأن "منافسات دوري زين والبطولات الأخرى ستشهد ضغطاً كبيراً في برنامجها وأكبر من الذي عاشته قبل بدء فترة الانتقالات الشتوية".




الصورة المحلية "المقلوبة" يرسمها دعم الشرفيين


تشهد فترة الانتقالات الشتوية تبايناً واضحاً في تحركات مسيري الأندية السعودية ويعتمد هذا الجانب عادة، وبصورة أكبر، على المحصلة الأدائية والنقطية لمعظم فرق تلك الأندية خلال المرحلة التي تسبق فتح أبواب الانتقالات في شهر يناير من كل عام بيد أن القدرة الشرائية للأندية تأتي على درجة واحدة من الأهمية مع سابقتها، ونحن هنا نتحدث عن الإمكانات المادية المتوفرة لأي ناد.

وفي الوقت الذي يعتبر الأداء والنتائج المحرك الأول لبحث الأندية عن تعاقدات جديدة، نجد أن الهاجس الرئيسي هو المال، وهو العنصر الأهم في المعادلة، ونظراً لضعف مصادر الدخل وندرتها تلجأ الأندية إلى الاتكاء على جدار الدعم الشرفي لإتمامها، وتبقى "جودة" تلك التعاقدات معتمدة غالباً على "حجم" هذا الدعم. وتبدو هذه الصورة المحلية "المقلوبة" مخالفة لطبيعة حركة الانتقالات في أوروبا تحديداً، فالرغبة في التغيير هناك تدفعها أولاً وأخيراً موقع الفريق في سلم الترتيب والحاجة إلى تحسين أوضاعه الفنية والنتائجية في ظل توفر مصادر دخل سنوية ثابتة تدر على كل ناد ما يوفر له إتمام تعاقداته، وإن اختلفت "كمية" الدخل بحسب أهمية النادي وتواجده في قلب التنافس وشعبيته.

وتؤكد الأرقام حقيقة الجزئية الأخيرة بشأن الارتباط الوثيق بين الأندية ذات الدخل المادي الأعلى من جهة وحصاد الألقاب من أخرى، وهو ما أوضحته دراسة أجراها اقتصادي الشؤون الرياضية في مدرسة كاس لإدارة الأعمال في لندن، ستيفان سيزمانسكي، تناول خلالها أوضاع الأندية الإنجليزية المتربعة على قمة المسابقتين الرئيسيتين في الفترة 1989 ـ 2007، تبين أن إنفاقها على الأجور يتسبب في 89 في المئة من تغير مراكزها في المسابقات الكروية التي تشارك فيها، ويحدث ذلك أيضاً بالنسبة إلى ترتيب فواتير الأجور التي تدفعها، ووجد سيزمانسكي أيضاً علاقة ارتباط أقوى بين الأجور وموقع الفريق في ترتيب فرق الدوري الإيطالي.







..والانتقالات الشتوية "طوق نجاة" أندية زين لتجاوز سوء اختياراتها


استبعد المدرب الوطني محمد الخراشي أن تكون لفترة الانتقالات الشتوية أية جوانب سلبية، وقال "على العكس مما يعتقد البعض، إيجابيات فترة الانتقالات الثانية لا تعد ولا تحصى، وكثير من مدربي وإدارات الأندية ينتظرون فتح أبواب الانتقالات الشتوية على أحر من الجمر رغبة منهم في تصحيح أوضاع فرقهم، خصوصاً تلك التي تعاني من تدنٍ في مستوياتها وتراجعٍ في نتائجها، وتحتاج لتجديد دماءٍ باستقطاب لاعب أو لاعبين أو حتى ثلاثة لتتجدد روح المنافسة بين لاعبي الفريق وبالتالي يتطور الأداء للأفضل".

واشترط الخراشي لتحقيق هذه المعادلة أن "يقع الاختيار على لاعب أجنبي مميز في إمكاناته الفنية وصاحب تجربة يستحق على أثرها التعاقد معه، لأن جلب اللاعبين الأجانب إلى أنديتنا يفترض أن يتم على أساس تحقق الفائدة والإضافة الفنية منهم للفريق".

ولم يستثن الخراشي أي نادٍ من ضرورة الاستفادة من هذه الفترة، وقال "جميع الأندية بحاجة للاستفادة من التعاقدات الشتوية دون استثناء، وإن كنت أرى أن الهلال أقل هذه الفرق كونه يمتلك لاعبين على مستوى عالٍ واستمروا مع الفريق لفترة طويلة تمكنوا خلالها من بلوغ أعلى درجات الانسجام سواء مع زملائهم اللاعبين أوالأجواء في السعودية، ولكن يبدوأنه سيضطر هو الآخر للبحث عن محترفين في ظل مايتردد عبر وسائل الإعلام عن مغادرة نيفيز وبدرجة أقل رادوي، ولكن بشكل عام أرى أن جميع الفرق تحتاج لفترة الانتقالات بدرجة كبيرة، وعلى سبيل المثال لوأن هناك ناديا ما جلب لاعباً ولم يرض طموحات فريقه، ماذا يفعل النادي في هذه الظروف، هل ينتظر موسماً كاملاً حتى يجلب لاعباً بديلاً؟ أعتقد أن هذه الفترة ستكون بمثابة طوق النجاة لبعض الفرق، سواء تلك التي تنافس على اللقب أوالتي تصارع عن الهبوط".

ومع ذلك يرى الخراشي أن هناك لاعبين أجانب في فرق دوري زين بحاجة لمنحهم فرصة أخرى في الفترة المقبلة و"هناك أسماء كثيرة يحتاج أصحابها إلى فرصة كافية قبل أن يتم الحكم النهائي على مستوياتهم، خصوصاً اللاعبين الذين يعتقد أنهم يملكون إمكانات فنية عالية ولكنها لم تظهر بعد في المنافسات السعودية، والحقيقة أن أربعة أشهر وهي الفترة منذ انطلاق الموسم حتى الآن ليست كافية إطلاقاً للحكم على لاعب، لأنه أتى من بيئة وأجواء مختلفة كلياً عن التي نعيشها هنا في السعودية، ويجب أن يمنح اللاعب فرصة أكبر لإظهار ما يملكه من إمكانات، وبعدها يأتي القرار النهائي ببقائه من عدمه".


استغلال السماسرة

ويؤكد المدرب الوطني صالح المحمدي أن إيجابيات فترة الانتقالات الشتوية تفوق سلبياتها، ويرى أن أبرز فوائدها تتمثل في التعزيز الفني لصفوف الأندية من خلال استقطاب لاعبين قادرين على تقديم الإضافة وأيضاً في ترميم بعض المراكز، سواء للحاجة الفنية أو لظرف طارئ كإصابة، ويقول "نافذة الانتقالات تمنح الأندية الفرصة أيضاً للتعويض في حال جلب لاعب أجنبي لم يكن في مستوى التطلعات بآخر بديل وبمستوى أفضل، ومن هنا فترة الانتقالات في يناير أشبه بتزويد الفريق بالوقود حتى يصل إلى نهاية الموسم بشكل جيد يرضي طموحات جماهيره، إما بتحقيق بطولة أو المنافسة عليها أو حتى الهروب من شبح الهبوط والبقاء ضمن أندية دوري زين". ويشير المحمدي إلى أن سلبيات الفترة تكاد تنحصر في مسألة عدم استغلال هذه الفرصة بالصورة الصحيحة من قبل بعض الأندية، وبالتالي جلب لاعب أجنبي لا يخدم مصلحة الفريق، خاصة عن طريق بعض السماسرة الذين لا يهمهم سوى الربح المادي والتسويق للاعب يكاد يكون منتهيا كروياً والضحية أنديتنا المحلية.


الأندية الأكثر والأقل حاجة

وأضاف المحمدي أن هناك عددا من الفرق بحاجة لتصحيح أوضاعها، مشيراً إلى أن "الأهلي على سبيل المثال يحتاج لتدعيم صفوفه بمدافع أجنبي ذي خبرة كبيرة، أيضاً الحزم والفتح والرائد تعاني من ضعف هجومي كبير، ومن الضرورة تعاقد كلٍ منها مع مهاجم قادر على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وهناك النصر الذي لو نجح في جلب لاعب أولاعبين على طرازعالٍ في الهجوم والوسط فمن الممكن جداً أن نراه ينافس وبقوة على لقب الدوري وبقية المسابقات المحلية هذا الموسم".

وأوضح المحمدي أن هناك لاعبين أجانب بحاجة لمنحهم فرصا أكبر في الفترة المقبلة، وقال "لاعب وسط الأهلي مارسينهو يحتاج لمنحه ثقة أكبر وحرية في الملعب دون تقييد، كونه يمتلك رؤية جيدة للملعب وممررا جيدا للكرات، بالإضافة لامتلاكه قدما قوية في التسديد، أيضاً مهاجم نجران ديبا ألونجا، فعلى الرغم من وضع فريقه الحالي في سلم الترتيب إلا أنه دائماً يسجل لنفسه حضوراً جيداً في المباريات، كذلك مهاجم الفيصلي ميخين ميميلي، الذي نجح كثيراً مع فريقه، كونه يمتلك ميزة التنوع في اللعب، فنراه يسجل الأهداف بكلتي قدميه وبالرأس، وأبرز ما يميزه التمركز السليم داخل منطقة جزاء الخصم".


الخلل في البداية

ويرى مراقبون كثيرون أن توفيق إدارات الأندية في التعاقد مع لاعبين أجانب يجنب هذه الأندية مطب الوقوع ضحيـة لسمـاسرة يمررون هؤلاء الأجانب على أنهـم الحل الأفضل للنهـوض بمستوى الأندية والفـرق، ويطالبون بـأن تـدرس الخيارات بعناية قبل انطلاقة الموسـم، وبمـا يتيـح للأجانب فرصة الإعداد مع فرقـهم، ويضمن لهم التأقلم الأفضل، ويجنب الأندية الخسائر الكبيرة التي تتكبدها جراء التعاقد مع لاعبين غير مفيدين، ثم إجراء فسخ عقودهم ومطالبتهم بما يترتب على هذا الفسخ من شروط جزائية مكلفة، ناهيك عن تضرر سمعة الأندية السعودية لكثرة استغنائها عن اللاعبين، وعدم استقرارها على أي منهم لفترة معقولة.




رحيمي وعنبر يقدمان وصفة انتقاء الأجانب


يحدد المحلل الرياضي مدني رحيمي كيفية انتقاء اللاعبين المحترفين الأجانب خلال فترة التسجيل الشتوية المقبلة بضوابط خاصة، ويقول: "أعتقد أن الأندية التي لديها جهاز فني وإداري مستقر لا تحتاج إلى تغيير كبير في اللاعبين المحترفين الأجانب، وإن كان تغيير هؤلاء ليس أمراً جديداً على الأندية في كل فترة من فترات التسجيل، لكن تقديم المدرب أو اللاعبين للمأمول يوجب التعديل وإيجاد البديل المناسب ولكن بشروط منها أن يكون الاختيار بعناية جيدة وبتركيز، خصوصاً أن اللاعب القادم البديل يحتاج بالتأكيد إلى فترة حتى ينسجم ويتكيف مع بقية اللاعبين، مع ضرورة أن يكون الاختيار باحترافية وبتركيز على النوعية التي تتوفر على الإمكانات والمواصفات العالية التي تحدث الفارق في الفريق".

وأضاف "يجب أن يكون هناك تنسيق ما بين الجهازين الفني والإداري لكل فريق، ولابد من دراسة مراكز الخلل، وماذا يحتاج الفريق من نوعية اللاعبين بمشاهدة مباريات للاعب الذي سيتم استقطابه للفترة المقبلة من قبل المدرب بدقة حتى يكون اللاعب الجديد جاهزاً للمشاركة.. هناك مدربون كثر لابد أن يشاهدوا أشرطة للفريق بكامله أو للاعب الذي سيتم التعاقد معه لمعرفة ما إذا كان سيفيد التكتيك الذي يريد المدرب تطبيقه مع الفريق، وليس من الضروري استقطاب لاعب محترف غير سعودي، إذ يمكن الاستعانة بلاعب محلي أو حتى عربي أو خليجي لديه إمكانات جيدة في المركز".

بدوره يرى المدرب الوطني يوسف عنبر أن "المفترض أن يكون اختيار اللاعبين المحترفين الأجانب حسب حاجة الفريق، وبالتالي لابد أن يكون الرأي هنا فنياً وإدارياً لتحديد المركز الذي يسعى الفريق لإيجاد اللاعب المناسب له، ومن الأمثلة نجد أن فريق الهلال منذ رحيل أحمد الدوخي لم يجد اللاعب المناسب في مركز الظهير الأيمن، ما أضطره للاستعانة بلاعب محترف كوري جنوبي نجح مع الفريق وكان هذا اختياراً موفقاً".

وأضاف "لا بد من التوافق في الاختيار، ولا يمكن ترك الأمر بكامله للمدرب لأن خياره قد لا يتناسب مع ما يبحث عنه الجهاز الإداري، كما لا يمكن أن يكون الخيار إدارياً لا يناسب تكتيك أو طريقة المدرب، وأعتقد أنه من اختيار إلى اختيار في اللاعبين الأجانب تكتسب التجربة وتتحسن الخيارات، والدوري السعودي أصبح متابعاً وقوياً، لكن أنديته ما زالت تقع في أخطاء التعاقدات خصوصاً مع المدربين، فالرئيس الجديد لا يستفيد من الأخطاء التي وقع فيها السابق لأخذ الدروس المفيدة ما يؤثر على عدم الاستقرار وعلى كيفية التعاقد مع لاعبين يدعمون الفريق".



خلاصات

• فترة الانتقالات تقسم المتابعين بين الإيجابيات والسلبيات.

• كثيرون يميلون إلى أن الإيجابيات تفوق السلبيات.

• تعديلات نصف الموسم تمكن الأندية من التخلص من اللاعبين الذين تحولوا عبئاً عليها.

• المباريات الرسمية تكشف للأندية الثغرات وتعطيها فرصة سدها عبر تعاقدات جديدة.

• مراقبون يحذرون من أن فترة أربعة أشهر تفصل انطلاقة الموسم عن فترة الانتقالات غير كافية لتأقلم اللاعبين.