عندما بدأت قناة الإخبارية التابعة للتلفزيون السعودي قبل سبعة أعوام تقريبا لم يكن لديها مراسل ميداني واحد في المملكة، بينما يعمل معها عشرون مراسلا حول العالم. خلال فترة قصيرة تم تدارك ذلك حتى أضحت في وقت سابق شعلة في تغطية الأحداث المحلية، من خلال التقارير التلفزيونية في العديد من المناطق، بالإضافة إلى التغطيات الموسمية كالحج والمناسبات الوطنية بشكل عام.
لقد استطاعت قناتا الجزيرة والعربية أن ترسخا مفهوم "الصحافة التلفزيونية" الذي ما زال مثار جدل بين الأكاديميين داخل القاعات الجامعية حول حقيقة التصنيف من عدمه، بل للأسف ليس له وجود سوى في المراكز الإعلامية التجارية التي تؤمن بمدى تأثيره، حيث تخصص أصحاب الخبرة الميدانية لتدريسه من واقع معايش، وليس من كتب طبعت في الثمانينات الميلادية.
في الساحة المحلية الكثير من "المراسلين التلفزيونيين" وبنفس الكثرة تكمن الملاحظات على الأداء وشيء من التفاصيل، ورغم هذا لا تمانع بعض القنوات من ظهورهم والاستعانة بهم في مناسبات حساسة داخليا وخارجيا.
الإعلان عن انطلاقة قناة "العرب" بعد عام وثلاثة أشهر أمر مفرح ومحزن في نفس الوقت، ولاسيما أن "الوسط الإعلامي" على علم بالمشروع، وكان ينتظر بداية البث خلال الأشهر القليلة المقبلة.. المحزن أن القناة لم تصل إلى مرحلة المضغة، لكن المفرح هو أننا أمام قناة قد تهتم بنوعية العرض لا بالعدد. هوية القناة غير معلومة رغم ما قيل حول الاستقلالية، أما الدعم المادي الكبير الذي أعلن عنه فهو يضعها بمعزل عن ضغوطات المعلن وتسريح العاملين، بل سيساهم في جلب واستقطاب المميزين مهنيا، وتوفير كافة السبل من إمكانات بشرية وتقنية تجعلها تنافس وبقوة. وبما أن قناة "العرب" ليست الأولى لمالكها، فإنه من المناسب إنشاء أكاديمية أو مركز يصنع الكوادر الإعلامية لمجموعة القنوات التي يمتلكها، ومن باب أولى هذه القناة الإخبارية، فضلا عن فتح المجال للعامة وبقية القنوات الأخرى لمن أراد التطوير. كما أقترح أن تشمل هذه القناة في تغطياتها جميع مناطق المملكة، من باب المسؤولية والمتابعة وكسب احترام الناس، وتكون في نشرة محلية يومية مستقلة على غرار ما يقدم في قناة دبي.