أكد حارس فريق الهلال الكروي المعتزل صالح السلومي، مالك مكتب "الأسد الأزرق" للتعاقدات الكروية أنه سيدرب أحد الفرق البرازيلية في رحلته المقبلة لبلاد السامبا، بعد أن ينهي كافة التزاماته في الرياض وينهي جميع ارتباطاته التي تتوقف على بعض الإجراءات الرسمية الخاصة بمستقبله الشخصي، بعدما رأى أن الأجواء الكروية سواء على مستوى التدريب كمحطة مستقبلية له أو على مستوى إدارته لوكالة أعمال اللاعبين غير ملائمة في المملكة، بعد أن عاش منذ اعتزاله الكرة قبل نحو عقد من الزمن عدم ملاءمة هذه الأجواء بالسعودية وافتقاد المثالية والاحترافية فيها. وقال " توقفي عن إكمال مشواري في الأعمال التعاقدية ووكالات اللاعبين ليس كسلاً مني بقدر ما أن الأجواء هنا غير ملائمة، حيث أصبحت المصالح الشخصية والبحث عنها بطرق غير سوية لا تتطابق مع العمل النزيه، فالآية انقلبت الآن، فكي تنجح يحب أن تكون على صلة وثيقة بعلاقاتك مع الآخرين وهذه العلاقة الناجحة في مفهومنا اليوم للأسف باتت تقوم على المصالح، وتنشأ في أجواء غير صحية نمت بتكاثر السماسرة".

وعما إن كان هذا السبب الرئيس في نيته الهجرة لتوسيع دائرة عمله بالبرازيل، قال "ليس هذا هو السبب الرئيس، إنما يدفعني للانتقال للبرازيل بصورة دائمة أن لدي رغبة بالعمل في المجال التدريبي".


فقدان صلاحيات

وعن الأسباب التي لا تجعله يدخل ضمن الأجهزة الفنية بالأندية السعودية، قال حارس الهلال المعتزل "المدربون في الأندية لا يأخذون صلاحياتهم الكاملة في مجال تدريبهم، فالتدخلات الإدارية هي السمة الغالبة على الأندية إلا ما ندر كحال الهلال مع البلجيكي إيرك جيريتس الذي أخذ صلاحيته الكاملة في العمل التدريبي، وهناك من يدس أنفه وهو فاقد للأهلية الكروية، كما أن الأندية لا تعطي الفرص الوقتية لأن يعمل المدرب بارتياح ويحقق الأهداف التدريبية التي رسمها لنفسه ولفريقه من أجل قيادته للنجاح وتسجيل الإنجازات الكروية".

وحول الطرق التي سيسلكها في البرازيل ليكون أول مدرب سعودي يدرب في الأندية البرازيلية، قال السلومي "إضافة إلى خبراتي الطويلة في الملاعب، لدي خبرات كبيرة في مجال علم التدريب ولدي استعدادات خاصة لأتقبل التدريب وكل جديد فيه من خلال مخالطة عدد من المدربين عندما كنت لاعباً أو من خلال الاجتماعات الودية التي نكون حاضرين فيها عندما أكون في البرازيل في إجازاتي الخاصة، كما أن لدي بعض الدورات التدريبية التي خضتها في البرازيل على حسابي الشخصي خلال الإجازات".

وأضاف "سأقتحم عالم التدريب من الفرق الصغيرة في البرازيل وستكون تجربة ثرية لي لو تحققت في أكبر البلدان كروياً، وليس لدي مشكلة في ذلك، فلدي خبرات تدريبية كبيرة سواء في مجال تدريب حراس المرمى وبقية خطوط الفريق الأخرى، كما أنني على اطلاع مستمر على تطور كرة القدم والنظريات التدريبية الحديثة، الأمر يبدو سهلاً لمن لديه فهم كبير في مجال التدريب فبإمكان أي مشجع عادي أن يصبح مدرباً شريطة أن يحصل على دورات تدريبية ومن ثم يصبح مدرباً، لكن حتما أن من فهم التدريب كلاعب سيكون أسهل عليه من تعلمه كمشجع".



200 كرة متعبة

وعن التخصص التدريبي الذي سيكون عليه حال عمله في البرازيل، قال" سأبتعد عن تدريب الحراس بالرغم من كوني حارس مرمى سابقا، والسبب في ذلك كون مدرب الحراس يحتاج إلى أن يسدد 200 كرة على أقل تقدير حين يقوم بمهمة تدريب الحراس وأنا لا أقدر على ذلك نتيجة للعمليات الجراحية المتعددة التي أجريتها على قدمي والتي دفعتني للاعتزال، والأقرب أنني سأعمل مديراً فنياً".

وعن عدم اتجاهه إلى التحليل الكروي أسوة ببعض زملائه الذين استقطبتهم عدد من القنوات الفضائية للعمل كمحللين كرويين، قال "لا أحب كثرة الظهور عبر القنوات الفضائية التي تدفع مبالغ طائلة لضم كوادر كروية لأستوديوهاتها التحليلية، كوني أخذت حقي من الشهرة الكروية، وأنا لا أتابع ما يقوله المحللون قبل المباريات وبعدها إلا في مباريات كرة القدم الأميركية، فالتحليل الكروي للذين لا يفهمون الكرة، فسائقو التاكسي بإمكانهم أن يتحولوا إلى محللي كرة بعد انتشار الفضائيات الرياضية بشكل كبير، وبإمكانهم أن يختاروا التشكيلة المثالية ويحددوا القراءة لها، وهذا يحدث في جميع دول العالم وليس في السعودية وحدها، ولا يعني هذا انتقاصاً من بعض المحللين السعوديين، فالمحللون يتحدثون بأسلوب مقنع وبإسهاب تام، وحين يكلفون بتحليل سباقات الفروسية فإنهم سينجحون كون لديهم ملكة التحدث بطلاقة".


انتقاد بيسيرو

وحول وجهة نظره تجاه النقد الإعلامي (المستمر) الذي يوجه لمدرب المنتخب السعودي الأول البرتغالي خوسيه بيسيرو الذي يقود تحضيرات المنتخب استعدادا لبطولة كأس أمم آسيا، أجاب "لا أدري لماذا ينتقد بيسيرو بهذه الصورة من قبل بعض الإعلاميين ومن بعض الكتاب والمحللين الرياضيين، فالمدرب حضر قبل 4 مباريات من نهاية تصفيات كأس العالم 2010، واستطاع أن ينهض بالمنتخب في تلك التصفيات ويكسب إيران في إيران مستوى ونتيجة، بعد أن كانت أوضاع المنتخب السعودي سيئة فنياً، قبل أن تتوالى الإصابات على أفراده، كإصابة أبناء عطيف في لقاء كوريا الشمالية التي أضاع فيها اللاعبون فرصة التأهل عندما أهدروا فرصاً وفيرة في تلك المواجهة، وكلنا شاهدنا كيف أحرجت كوريا الشمالية المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا".

وتابع" هذا يؤكد أن الأجواء هنا غير صالحة للعمل التدريبي، فقد شاهدت كيف ينتقدون بيسيرو باستمرار ويضعون كل شيء فوق رأسه. المنتخب السعودي ظهر في خليجي 20 بمستوى يفوق التوقعات ووصل للنهائي وأحرج المنتخب الكويتي (البطل)، وهذا يؤكد نجاح بيسيرو وأنه بحاجة للدعم والاستمرار، لكن البعض سيواصل الانتقاد حتى لو تم إحضار مورينيو أو جوارديولا أو كارلوس ألبرتو بيريرا أو حتى كابليو".





تأييد مستمر

وعن المنطلقات التي يرتكز عليها في تأييد عمل بيسيرو، قال" أنا لاعب ولدي دورات في علم التدريب، وأعرف ماذا يقدم بيسيرو من عمل مع المنتخب السعودي، فهو يمزج بين المهارة والجماعية الأدائية والسرعة في اللعب والقوة اللياقية بعكس باقي المنتخبات الآسيوية الأخرى التي تعتمد على بناء المعدلات اللياقية بشكل كبير، ولا ننسى أنه أُقيل من تدريب فريق الهلال وهو متصدر للدوري ولبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، والذين يقولون إن بيسيرو لا يناسب تدريب المنتخب، أقول إنهم لا يفهمون كرة قدم".