مبكراً جداً بدأ الضغط الشديد على الهلال، وتحول الأمر إلى ما يشبه الحالة الكارثية لمجرد أن الفريق تلقى هزيمة أولى في دوري زين للمحترفين، على الرغم من أن الطرف الآخر في المواجهة كان فريق الشباب أحد الكبار المرشحين بقوة للعب دور محوري في المسابقة.

سألني صديق قبل يومين، قائلاً "هل ستستمر برأيك سيطرة الهلال على البطولات المحلية في المملكة"، لكن هذا الصديق فاته أن الهلال الذي استحوذ في الموسم الماضي على نصف البطولات، لم يسيطر عليها كلها، ولم يقص بقية المنافسين من الميدان، فكلهم اجتهد، وكلهم حاول، لكن البطولة في المحصلة لن تقبل أكثر من متوج واحد.

كما فات هذا الصديق أن الهلال لا يغرد وحيداً برغبة الاستحواذ على الألقاب، وأن الآخرين يصارعون مثله، ويتمسكون بكل الأسلحة التي تمنحهم قصب السبق.

من حق الهلاليين أن يعتبوا، فالفريق لم يظهر كما ينبغي، ولم يحسن مدربه الألماني توماس دول معالجة الثغرات التي تسرب منها لاعبو الشباب فأحسنوا الحسم وصاغوا الفارق، وخرجوا بالنقاط الثلاثة، وبارتفاع في سوية المعنويات سيكون له تأثيره الإيجابي في مقبل المباريات.

لكن ليس الحكمة أن يمارس الهلاليون كل هذا الضغط على اللاعبين، وعلى المدرب، فالخسارة جاءت في أول المشوار، وباق من الزمن 24 جولة ستحمل كثيراً من التقلبات في طياتها، وسيكون من الأفضل أن يمضي العمل للتصحيح في إطار من الهدوء والتركيز بدل الانشغال بحديث المدرج الغاضب الثائر.

لم يخسر الهلال في الدوري منذ مارس من العام الماضي، وهذا رصيد جميل، لكن من قال إن في العالم كله فريقاً لا يعرف الخسارة.. هذا ما يجب على الهلاليين أن يدركوه، بدلاً من أن يمارسوا جلد الذات أكثر من اللازم، فيزداد الغرق، وحينها تصبح الخشية مكبلة لأقدام اللاعبين، ولأفكار المدرب.

خرج رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ليطالب الجماهير بأن تكون مع الفريق في الشدة كما هي معه في الرخاء.. لكن البعض يختلف في مفهوم "كيف نكون مع الفريق"، فيظنون أن الحب وحده يكفي لتبرير الغضب، والهتاف، والمقاطعة، وحتى الشتيمة، فيما الحقيقة تؤكد أن لهذا المفهوم معنى آخر، يتمثل في مساعدة الفريق على العمل بهدوء وتركيز، وعبر مؤازرة تشكل قوة رافعة للمعنويات، ودافعة لحماسة اللاعبين، ومن المؤكد أن الهلال بحاجة لتبني هذا المعنى الآخر حتى يعود سريعاً إلى السكة التي يتوقع كثيرون أن يمضي عليها.