عانت الأحساء في الأسبوع الفائت وما زالت من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في أوقات الذروة وفي أوقات مختلفة من النهار ويستمر هذا الانقطاع لساعات متتالية في أشد أوقات النهار حرارة حيث يخرج الناس من أعمالهم بحثا عن الراحة والهدوء وبرودة الجو خاصة لمن يعملون تحت أشعة الشمس، فإذا بهم يفاجأون بانقطاع الكهرباء الذي قد يستمر من الحادية عشرة ظهرا وحتى السابعة مساء فلم يعد أمام الناس إلا النوم في مركباتهم أو شد الرحال إلى أقارب لهم خارج المناطق المنكوبة بفعل (الشركة العملاقة) وإن كان الأمر سيئا خلال النهار فالأسوأ منه انقطاع التيار في الواحدة ليلا وحتى الرابعة فجرا وخلال الأسبوع الدراسي حيث من المتعذر دوام الأطفال بعد ليلة بائسة قضوها في انتظار قدوم التيار المفقود. ويجب على المواطنين والحال هذه أن ينسوا هاتف الطواريء الخاص بالشركة فهم عادة لا يستقبلون اتصالات المواطنين.. وبما أننا لم نعتد على الشفافية والوضوح في التعامل من شركة الكهرباء ولم نعتد كذلك على تقديم الاعتذار للمواطنين وإطلاعهم على أسباب هذه الأعطال والإشارة إلى المسؤول عنها، فإنه من حقنا أن نتساءل عن نقودنا التي تفرضها علينا هذه الشركة بلا هوادة في فواتير باهظة مقابل هذه الخدمة التي لا تستحق ما يدفع لها من مال. أليس من واجب هذه الشركة بمبالغها الطائلة توفير مولدات إضافية للحالات الطارئة من أعطال متوقعة. أليس من واجبها القيام بصيانات دورية على مولداتها المرهقة؟ أم أنها تنتظر القشة التي ستقصم ظهر البعير لنغرق في مأساة جماعية؟
أتمنى ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله، عهد الشفافية والوضوح وشرعية الأسئلة أن تسلط (الأضواء) الكاشفة على شركة الكهرباء أسوة بغيرها من الشركات والمؤسسات التي تستنزف المواطن وترهقه ماديا دون أن تقدم له الخدمة المناسبة مقابل ما يدفعه. ولعل هذا الأمر من أهم الفروقات بيننا وبين دول العالم المتحضر، فالمواطن هنا وهناك يدفع مالا مقابل الخدمات التي يطلبها أو يحتاجها إلا أنه هناك يستطيع أن يطلب الخدمة المميزة مقابل الثمن الباهظ. أما نحن فندفع الكثير ولا يحق لنا المطالبة بخدمة مميزة مقابل نقودنا، بل يجب أن نقدم فروض الشكر والامتنان رغم رداءة الخدمة المقدمة، وعودة مرة أخرى لسؤالنا الرئيس الذي يحتاج إلى إجابة (وين راحت فلوسنا يا شركة الكهرباء)؟