على ضوء ما تناهى إلى مسامعها عن تعرض طفل يدرس في الصف الأول ابتدائي إلى تعذيب شديد على يد والده بواسطة سلك كهربائي, تبدأ جمعية حقوق الإنسان هذا الأسبوع دراسة القضية التي تعد أول قضية من نوعها يتم تسجيلها في منطقة جازان مع مطلع عام 2011. وستحقق الجمعية في أسباب تعرض طفل للإيذاء الجسدي من قبل والده الذي يضربه بصورة عنيفة حسب ما ذكر المشرف العام على فرع الجمعية بجازان أحمد بن يحيى البهكلي لـ"الوطن" أمس.
ووعد البهكلي بدراسة القضية وتشكيل لجنة لزيارة الأسرة في منزلهم خلال الأيام القليلة المقبلة لمعرفة التفاصيل من أجل إيجاد حلول عاجلة وسريعة تنهي معاناة هذا الطفل من التعذيب الجسدي.
وكانت قضية الطفل أثارت شفقة أحد المعلمين في مدرسة تتبع محافظة العارضة (شرق منطقة جازان) وجعلته يرفع بشكوى عاجلة نهاية الأسبوع الماضي عبر بريد إلكتروني إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان, حصلت "الوطن" على نسخة منه, عرض فيها قضية طفل في السادسة من عمره يدرس في الصف الأول ابتدائي تلقى ضربا مبرحا وعنيفا من والده بسلك كهربائي في أجزاء متفرقة من جسده نتج عنه جروح وكدمات في الوجه والرقبة والرأس والصدر والظهر. وذكر المعلم صالح عقيلي في رسالته أن الطفل يمر بحالة نفسية سيئة جعلته ينزوي عن زملائه بالمدرسة مما جعله يرفض تناول وجبة الإفطار ويكره الدراسة والمذاكرة ويتغيب عن دوام المدرسة.
وذكر عقيلي، المعلم بمجمع مدارس الجوة التعليمي تفاصيل قضية الطالب قائلا: "كنت أمشي في أحد ممرات المدرسة مع بداية دوام يوم الثلاثاء الماضي, فوجدت الطالب يبكي وتظهر على جسده ووجهه مجموعة من الجروح والكدمات، فسألته عن سبب بكائه, وعن الجروح التي في وجهه. في البداية رفض التحدث إلي, ولكنه عاد ليخبرني أن والده ضربه بسلك كهربائي في أجزاء متفرقة من جسده, فما كان مني إلا أن بادرت بالتواصل مع جمعية حقوق الإنسان".
من جهته, أكد المشرف العام على فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي أنه سيدرس الشكوى المقدمة حول قضية الطالب الذي تعرض لضرب مبرح من والده تسبب في إحداث جروح وكدمات في جسده بإحدى قرى محافظة العارضة نهاية الأسبوع الماضي, وسيتم التنسيق مع فرع وزارة الشؤون الاجتماعية لأن لديها لجنة متخصصة تسمى (لجنة الحماية الأسرية) ترافقهم لجنة مماثلة من جمعية حقوق الإنسان والقيام بزيارة لأسرة الطفل في منزلهم وبحث قضيته كاملة مع والده ومعرفة حقيقتها وتبين للأسرة الخطأ الذي وقعوا فيه تجاه طفلهم وإرشادهم بالأسلوب الأمثل في مجال التربية فإن استجاب الأب والأسرة لذلك وحصل تغيير إيجابي في نوع التعامل مع ابنهم أو أي طرف آخر فإن القضية ستنتهي ويطوى ملفها نهائيا، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن دور جمعية حقوق الإنسان بعد ذلك سيكون في رفع تفاصيل القضية إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع المتسببين فيها ضد المعتدى عليهم.
وعن المضاعفات النفسية التي يمكن حدوثها لأطفال يتعرضون للضرب بهذه الطريقة قال استشاري الطب النفسي في جامعة جازان الدكتور رشاد بن محمد السنوسي: إن الضرب والعنف يهدد حياة أي طفل سواء من الناحية النفسية أو الصحية أو العقلية، وأضاف الدكتور السنوسي: أعتقد أن ما تعرض له هذا الطفل قد أثر بشدة عليه، وقد يكون من آثاره شعوره بعدم الثقة في نفسه مستقبلا وميله إلى الإنزواء, وقد يؤدي أيضا هذا التصرف إلى بعده عن أسرته عاطفيا ونفسيا خاصة مع والده، ويكون تأثيره مستقبلا على مستواه الدراسي واستقراره النفسي.