الذي يفاقم مشاكلنا الإدارية أن الفأس هو من يحركنا لعلاجها.. بمجرد أن يقع الفأس في الرأس تجد أننا بدأنا بالحركة!
هناك بيئة إدارية صالحة لنمو المشاكل.. لا نبادر إلى تجفيفها.. بل نسقيها بالإهمال، وتنحصر مهمتنا الوحيدة في الحصاد!
ظروف ملائمة لنمو المشاكل، نتجاهلها.. أحيانا نقلل من أثرها حتى تحدث المشكلة الكبرى فنبدأ بعلاجها بالمسكنات الإعلامية والكلامية.. حتى تعود للخمول.. ثم ما تلبث أن تستيقظ.. وهكذا.. لا هم لنا سوى جمع الأوراق والأغصان المتساقطة، بينما جذور المشكلة باقية ومستمرة في الاستطالة نحو باطن الأرض.
سأتحدث عن مشكلة واحدة: قضية اختطاف المواليد من المستشفيات..
حينما يتعرض مولود للاختطاف تهب الوزارة بكل أقسامها للتشديد والمتابعة، وتكثر التصريحات.. وبعد فترة تعود الأمور للهدوء..
لن أذهب بعيدا.. حينما تم اختطاف مولود قبل سنة من أحد مستشفيات المدينة المنورة.. تبنى الإعلام القضية، وكشف للرأي العام كيف أن أقسام الولادة في مستشفياتنا مكشوفة للجميع.. فباستطاعة كل من شاء أن يخطف ما يشاء.. هبت الوزارة وأطلقت الوعود المعسولة.. وأنها ستبدأ فورا في تطبيق حزمة من الإجراءات الصارمة لضمان عدم تكرار اختطاف المواليد.. حسنا؛ ما هو الوضع اليوم بعد مرور سنة على تلك الحادثة؟
لا جديد يفرح القلب.. كل شيء بقي على حاله وحالته.. لا شيء مما وعدتنا به الوزارة.. لا كاميرات مراقبة.. لا أساور مغناطيسية.. "لا حامض حلو لا شربت"!
انتهت المساحة اليوم.. موعدنا القادم معكم عند أول مولود يتم اختطافه.. حيث ستعيد علينا الوزارة ذات التصريحات والتطمينات والوعود!