أول دفعة طب بشري تتخرج في المملكة العربية السعودية من كلية أهلية يصطدمون بعدد من الوقائع التي ليس لهم فيها أي ذنب ولا يعلمون لمن يرجع السبب، هل هو تخبط في التنسيق والتنظيم بين الوزارات والإدارات الحكومية وجهات التعليم الخاص؟ أم هو جشع التعليم الخاص اللامتناهي؟ أم غياب المسؤولية تجاه أبناء الوطن المتخصصين في أحد عروق الجسد النابض في المجتمع كأطباء؟ أم أن هناك أسبابا أخرى خفية فاقت تخيلاتنا ؟ وهذه الأسباب ساهمت في أن يصب الوضع في مصلحة التعليم الخاص، ففي كافة جامعات المملكة الحكومية وكذلك في التعليم الطبي الموازي أسوة بهم يتم صرف مكافآت في سنة الامتياز لطلاب كلية الطب البشري تقديرا لست سنوات قضوها من أعمارهم في طلب العلم في أسمى التخصصات البشرية ولرغبتهم في خدمة الوطن في مجال يعبر عن أحد أشد المجالات التي يحتاج فيها الوطن لسواعد أبنائه وعلى الرغم من تخفيض هذه المكافأة بقرار من وزارة التعليم العالي من 10500 ريال إلى 6500 ريال ، وعلى الرغم من أن وزارة التعليم العالي لا تدفع هذه المكافأة والراتب فقط لطلاب الجامعات الحكومية داخل المملكة فقط وإنما حتى للدارسين خارج المملكة سواء على حسابهم الخاص أو المبتعثين والراغبين في تمضية سنة الامتياز داخل أحضان الوطن نتفاجأ نحن في كلية ابن سينا الأهلية للعلوم الطبية بحرماننا من هذه الأحقية في المساواة بهم ليس هذا فقط بل تطالبنا الكلية بدفع مبلغ 60 ألف ريال رسوما لهذه السنة التي من المفترض أن تدفع لنا للعمل فيها إنه أشبه بغياب للمنطقية فربما يكون ذنبنا هنا أننا رغبنا في الدراسة داخل المملكة أو ربما يكون ذنبنا أننا تحملنا مصاريف تقدر بـ 330 ألف ريال سعودي خلال ست سنوات دراسية فلا يحق لنا المعارضة الآن ولا طلب المساواة بغيرنا .

توجهنا بالشكوى لوزارة التعليم العالي ولكن بدون أي تجاوب، لا باعتماد مكافآت الامتياز ولا بتعميد الجامعات الحكومية لقبولنا تحت مظلتها أسوة بالدارسين على حسابهم الخاص خارج المملكة وكلما وجدناه مجرد وعود وتوجيهات شفهية لا تسمن ولا تغني من جوع ووعود بأن الجامعات الحكومية لن ترفضكم للانضمام لها في سنة الامتياز وكانت مخالفة للواقع رغم توجـهنا لعدد كبير من الجامعات في المـدن والمحافظات وتوجيهات شفهية لا نستطيع أن نثبتها لأحد ورفـض تام لإعطائنا أي ورقة تثبت تجاوب الوزارة مع موقفنا لتـتركنا بعدها لرحمة الكلية الخاصة المعدومة .