نلاحظ عند انضمام طلاب الثانوية العامة في الجامعات عدم معرفتهم وجهلهم لما يتوجب عليهم فعله خصوصاً الطلاب القادمون من مناطق بعيدة لجامعات خارج مدينتهم أو قريتهم. فمع ازدياد الأعداد الهائلة من خريجي الثانوية العامة وما يقابله بعدد محدود من الجامعات والكليات لا تسمح الساحة بتقاعس الطلاب المقبولين، فأي تسرب أو فصل أو حرمان سيعود سلباً على الطالب أولاً ثم على الأسرة والمجتمع ثانياً.

الطلاب حديثو التخرج بحاجة لتوعية من قبل الأسرة ومن قبل الجامعة أو الكلية وكذلك من المدرسين الأفاضل، خصوصاً أن مجال التعليم الجامعي يختلف كثيراً عن التعليم العام، ويصاب الطلاب من خلال هذه الفجوة بحالات نفسية أو صدود ، ستحول دون إتمامهم للـمرحلة الجامعية بسلام.

فنجد كثيرا من الطلاب يتنقلون من جامعة لجامعة ومن كلية لكلية، وذلك لغياب المعرفة وعدم تقبل الجو الجامعي بسهولة. إن تراكم أعداد خريجي الثانوية العامة لهذه السنة والسنوات السابقة إضافة للمتسربين من الجامعات والكليات سيزيد العبء على المجتمع وسيفاقم المشكلة أكثر وأكثر. لا يلام بعض الطلاب عـندما يسـجلون في أكثر من جهة تعليمية - مع أن ذلك سيؤثر على تضارب الإحصائيات - وذلك لضمان الحصول على مقعد دراسي جامعي، ولو أنه لم يقبل في الكلية التي يرغب فيها هذا الفصل سيحاول التقدم في الفصل الذي يليه، ويبقى مكانه في الكلية غير المرغوبة شاغراً بعد فوات الأوان، بعد أن ضيع الفرصة على غيره، وبدد ميزانية الدولة بدفع المكافأة لطالب لم يستفد من دراسته .