رجح الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتساع دائرة الدول في أميركا اللاتينية التي تعترف بالدولة الفلسطينية، والدول في الاتحاد الأوروبي التي ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني فيها، مشيرا إلى أن من بين الدول التي تعطي إشارات على ذلك هي بريطانيا. وأكد في لقاء مع السفراء العرب في برازيليا أمس على أن العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما جيدة، وكذلك الأمر مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، مشيرا إلى عدم وجود أزمة مع الولايات المتحدة إنما مع الحكومة الإسرائيلية التي أفشلت الجهود الأميركية لإعادة إطلاق المفاوضات.
وعرض الرئيس الفلسطيني "سبعة خيارات" يمكن أن توضع موضع التنفيذ بشكل تدريجي وهي:
1 ـ العودة إلى المفاوضات المباشرة في حال وافقت إسرائيل على وقف الاستيطان، وهو ما لم يتم تحقيقه.
2 ـ الطلب من الإدارة الأميركية الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وهو ما رفضته الإدارة الأميركية.
3 ـ الطلب من مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 1967 مع التمني على الولايات المتحدة عدم استخدام حق الفيتو.
4ـ أما في حال حصول فيتو فيرفع الطلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة استنادا إلى سابقة حصلت عام 1950 في أوج الحرب الباردة، تتيح للجمعية العامة الحلول محل مجلس الأمن في حال شلت حركة هذا المجلس بسبب استخدام أحد الأعضاء حق الفيتو، وهو ما حدث في لاوس.
5 ـ المطالبة بوضع الأراضي الفلسطينية تحت إدارة دولية.
6 ـ التوقف عن تطبيق الاتفاقات الانتقالية مع إسرائيل.
7 ـ حل السلطة الفلسطينية وتحميل إسرائيل كامل مسؤولياتها كقوة محتلة.
وحول رفع الحصار عن غزة والمصالحة الوطنية، أكد عباس استمرار المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، وأن حركة حماس لا تملك الرغبة ولا الإرادة بإنهاء الانقسام. وأشار إلى وجود خلافات في حماس في حين تدفع إيران الحركة لعدم القبول بالمصالحة، لأنها لا تريد المصالحة.
وكان جرى في العاصمة البرازيلية احتفال بمشاركة أكثر من 300 شخص لتكريم العشرات الذين عملوا ويعلمون من أجل القضية الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية ـ البرازيلية. وقال في الحفل "نأتي اليوم إلى البرازيل لنقوم للرئيس لولا ألف شكر لك وألف تحية لك على مبادرتك الرائعة بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، هذا الجميل الذي قدمه لنا الرئيس لولا سيبقى محفورا في عقولنا وفي أذهاننا وفي قلوب الأجيال كلها لتتذكر أن هذا القائد العظيم قدم خدمات كبيرة للقضية الفلسطينية".
وشدد عباس على أن "هذه المأثرة التي قدمها لنا الرئيس لولا جعلت كثيرا من دول أميركا اللاتينية تسارع من أجل الاعتراف أيضا بدولة فلسطين المستقلة إن شاء الله". وأشار إلى أن المبادرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي انطلقت من البرازيل تعزز الموقف الفلسطيني. وقال "هذه المبادرة ستعزز موقفنا أكثر فأكثر من أجل سعي متين للعمل من خلال المفاوضات للوصول إلى سلام حقيقي مع جيراننا الإسرائيليين".
بعد ذلك وضع عباس حجر الأساس لبناء سفارة فلسطين في برازيليا تحت المطر الخفيف في أرض منحتها الحكومة البرازيلية في الحي الدبلوماسي. وأطلقت طيور الحمام بالمناسبة رمزا للسلام، وحطت إحداها على رأس عباس مثيرة ضحكات الحضور. والتقى عباس بعد الحفل الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لشكره، فيما سيحضر اليوم حفل تنصيب ديلما روسيف، خليفة لولا.