كحل فريق الاتحاد الكروي الوطن بانتصاره العريض على سول الكوري الجنوبي في لقاء الذهاب بدوري أبطال آسيا, وجاء تزيين العميد أعين السعوديين في موعده، حيث كان الشارع السعودي بأمس الحاجة إلى هذا الانتصار كونه يمر بفترة تمثل رحلة استشفاء وتعافٍ كروي عقب الإخفاقات التي صاحبته في يناير الماضي، بعد المشاركة المخيبة للآمال في بطولة كأس أمم آسيا بالدوحة، التي ما زلنا نعاني من آثارها بعد أن دب الخطر على الأخضر عقب خسارته الماضية من أستراليا في ذهاب التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014, مع انتعاشنا المسبق بعروض منتخب الشباب في مونديال كولومبيا.

الانتصار الاتحادي الأخير الذي لم يكن مذهلاً من الناحية الفنية بقدر ماكانت الروح هي سيدة الموقف، وسيدها الأكبر الجمهور الكبير الذي استطاع أن ينهض به, بعد تكرار الفريق عادة الخفقان حين يواجه فرقاً تقل عنه كثيراً في المستوى، كما كان الحال في لقائه أمام التعاون بافتتاح دوري المحترفين السعودي، وظهر اتحاد "زين" مغايراً عن اتحاد "الآسيوية".

حضور المباراة جسد لغة الوطن بحضور بعض مسؤولي الأندية السعودية, باعثين برسالة للمتعصبين الذين ما زالوا يعيشون في غيهم العتيق, والجميل أن يلي يوم الوطن مواجهة الإياب بكوريا الجنوبية، وحينها ستعظم المسؤولية على لاعبي الاتحاد، وسيكون انتقالهم إلى الدور نصف النهائي مرحلة تاريخية وحينها سيكون فريق الاتحاد فريق (الوطن) بحق وحقيقة.

الذي أسعدنا كإعلاميين ومراقبين أن الفوز جاء ليخفف كثيراً من الضغوطات العملية والجماهيرية على رئيسه محمد بن داخل, الذي يعتبر بطولة آسيا من أكبر وأهم المسؤوليات التي تواجهها إدارته، وتعد الامتحان الأكبر لها في عبورها للنجاح.

مشكلة بعض الجماهير السعودية أنها لا تنظر إلا لفرقها وأنها هي الأفضل والأجدر والأكمل ولا يعلوها أي فريق دون الاعتراف بما يقدمه الآخرون, ويأخذون بالتفتيش في الجذور العرقية وفي الأنساب والأحساب وكأنهم يريدون أن يصاهروا المدرج الاتحادي أو لاعبيه، مبتعدين عن الأبعاد الوطنية الأخرى التي في مقدمتها أن الاتحاد ناد سعودي يستحق منا التقدير والاحترام.

التقوقع داخل المدرج لحظة تمثيل خارجي لفريق منافس يشكل خرقاً صريحاً للترابط الرياضي بين أبناء الوطن الواحد, وربما مرضاً نفسياً يصعب علاجه.

والأخطر أن يوسع جذوره في الأوساط الإعلامية وحينها سنكون وكأننا ننفخ في قربة مخروقة, ولاحياة لمن تنادي في نزع فتيل التعصب والوقوف مع الاتحاد وغيره من الفرق التي لديها استحقاقات كروية.