الأميركيون مبدعون في صناعة العدو، وفي محاولة خلق حالة رعب لتنفيذ السياسات الاقتصادية، سواء عن طريق السلم أو الحرب. 10 سنوات مرت على الهجمات الإرهابية على أميركا، أو ما يعرف بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. الأحد الماضي زرت مع مجموعة من الزملاء السعوديين موقع برجي مركز التجارة العالمي.. حالة استنفار أمني، وتفتيش. مئات الأفراد من رجال الشرطة والإطفاء طوقوا المكان. شرائط ذكرى ودموع، وحزن وبكاء.

انتهت دقيقة الصمت، لكن أصواتاً كانت تتعالى من الجهة المقابلة، سرنا وإذ بمجموعة من الأميركيين يقف إلى جانبهم مسلمون من جنسيات مختلفة رفعوا لافتات مناهضة لفكرة أن القاعدة وراء الهجمات. كانوا يرفعون لافتات لم يجب عليها الإعلام الأميركي ولم تجب عليها الحكومة، كانوا يتحدثون عن المبنى رقم 7 وهو أحد مباني مركز التجارة العالمي، هذا المبنى الذي سقط دون أن تصطدم به طائرة أو حتى ذبابة.

كانوا يتساءلون عن نتائج التحقيقات، عن المتواطئين مع الهجمات. كانت اللافتات تقول إن جورج دبليو بوش الرئيس السابق هو المهندس لكل هذا. حرية تعبير تحميها الشرطة.

10 سنوات، تصمت أميركا ثم تنطق في هذا اليوم. نستخدم في نيويورك القطار كل يوم، لكنني بصراحة شعرت بالرعب حين تحدث عمدة نيويورك في الليلة التي تسبق الذكرى وهو يطمئن الجميع أن المدينة آمنة، وأنه سيستقل القطار بنفسه صباح يوم الذكرى لكي يتأكدوا من الأمن والأمان! سيدي الكريم، لم نشعر أن هناك ما يزعزع أمن نيويورك إلا في تلك الليلة حين تحدثت أنت فقط.

في أحد الأفلام الوثائقية عن الحادثة حديث عن أن الهجمات مخطط لها للحفاظ على الأمن الوطني الأميركي، ومحاولة زيادة الترابط.

لست مؤمنا بنظرية المؤامرة، لكنني أتساءل كبقية المتسائلين: أين الصندوق الأسود للطائرتين؟

10 سنوات وما زالت حملات التعبئة الأميركية مستمرة. لم يتساءل أحد عن ملايين القتلى في أفغانستان والعراق! البكاء فقط على الجنود الأميركيين الذين قتلوا هناك. هناك دماء بريئة سفكت أيضاً.

10 سنوات، وهناك أسئلة إجاباتها في صناديق سوداء لا يعرف أحد متى سيطلق سراحها!